الدسلكسيا (عسر القراءة) أحدى أهم صعوبات التعلم الخاصة
قال تعالي ( اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق . إقرأ وربك الأكرم . الذي علم بالقلم . علم الإنسان ما لم يعلم ) صدق الله العظيم.
إن سبب تقدم الدول يكمن بالاهتمام بالتعليم , فالتعليم الصحيح يبدأ مع بداية الفرد بالتعلم . فالغرب كرسوا جهودهم بتقديم أفضل الوسائل والطرق للتعليم , وبحثوا عن المعوقات التي تواجه الفرد أثناء التعلم وأسبابها وكيفية التغلب عليها , ليس فنيا ً فقط وإنما فيسيولوجيا
( تركيبة المخ البشري) وتوجد منظمات متخصصة في هذا المجال , وتنظم المؤتمرات الخاصة بذلك , كل هذا من أجل إخراج جيل متعلم ليصبح بالغد نواة فعالة يستفاد منه . فأساس التعليم هو تعلم القراءة والكتابة والعمليات الحسابية , فإذا وجهنا نظرتنا نحو مجتمعنا لوجدنا قصور في التعليم ويكمن هذا القصور في عدم وجود طرق ووسائل وأساليب جيدة في التعليم التي تتناسب مع قدرات الطفل الذي دخل مرحلة جديدة ليكتسب منها المهارات والقدرات وغيرها , فالمعلمين المتواجدين بالساحة ليسوا مؤهلين على تقديم الطرق التي تتناسب مع قدرات الطفل , فالتعليم هو تعليم تقليدي , ومن ذلك يرى الطلاب المدرسة مملة وباهتة وغير جذابة وأقل تشويقا ً مما هو متاح خارج المدرسة ونظرا ً لأنهم يرون قليل من الجديد في المدرسة وقلة ارتباط تعلمهم بمحيطهم يسألون لماذا نتعلم هذا؟ , فالأطفال لهم طرق في عملية التعلم وترسيخ المعلومات للاختلافات في تركيبة المخ الغير ملاحظة .
ألا يعلم ولي الأمر والمدرس والقائمين على التعليم أن هناك صعوبات تسمى صعوبات التعلم الخاصة ألا يعلمون بأسباب هذه الصعوبات وأنواعها وكيفية التعرف عليها ومعالجتها وتقديم البرامج المناسبة لذلك , إن المشكلة الأساسية التي يواجهونها بالتعلم بالمرحلة الأولى ( الإبتدائية ) وهي أهم مرحلة تكمن بالقراءة والكتابة والإملاء والتهجئة والعمليات الحسابية وهي أساس البداية بالعلم .
إن أكثر ما نجده من معانات ومشكلات تواجه الآباء والأمهات في الجانب التعليمي أن طفلهما لديه تأخر دراسي بـ ( القراءة – الكتابة – الإملاء الضعيف جدا ً – التهجئة – العمليات الحسابية ) بدرجات مختلفة وتوجد أعراض مصاحبة أيضا ً مثل الاهمال بالتعليم وعنده النسيان السريع وكثرت الحركة ... وغيرها وأنهم يبذلون جهدا ً كبيراً في تعليمه ولكن دون جدوى .
أولا ً : يجب علينا كأولياء أمور وكمدرسين وقائمين على التعليم الإطلاع ومواكبة التقدم في الجانب التعليمي , هل هذه المعاناة مؤقتة أم مزمنه ؟
• تعالوا نطلع إلى ما وصل إليه الغرب بعد مائة سنة من سعي وبحوث ودراسات حول هذه المشكلة ؟
• ماذا تعرفون عن الدسلكسيا (عسر القراءة).؟
الدسلكسيا هي كلمة يونانية الأصل وتعني عسر القراءة وتتكون من مقطعين هما
( ديس وتعني : صعوبة ) و ( لكسيا وتعني : الكلمة المقروءة ) .
الدسلكسيا : هي إحدى أهم صعوبات التعلم الخاصة لأنها تعني بالقراءة – والكتابة وغيرها ولا يستغني عنه الفرد طوال حياته , وهي خلل بالتركيب الوظيفي للمخ في الجهة اليسرى المختصة باللغة نتيجة لأسباب وراثية وتزاوج الأقارب ولم يتم التعرف على السبب الرئيسي حتى الآن .
يولد الطفل طبيعيا ً لكن هذه الإصابة تعمل على عملية صعوبة بالتعلم وخاصة بالقراءة والكتابة والإملاء بالإضافة للعمليات الحسابية ومصاحبة للأعراض الأخرى , فهو يتعلم لكن بطريقة استخدام الحواس لترسيخ المعلومات , وتبقى هذه الإعاقة مصاحبة للفرد مدى الحياة .
هو إنسان طبيعي نسبة ذكائه متوسطة أو أعلى من المتوسط لكن كما قلنا في الجانب التعليمي متدني , يحتاج إلى اهتمام وصبر طويل , وهذا التدني ليس لمرحلة معينة ولكن مصاحب له , فالتعليم المقدم بالوسائل والأساليب المختلفة تقلل من مدى أثر الإصابة . فالعلاج لمثل هذه الحالات ليس علاجا ً بعقاقير وإنما هو علاج تعليمي وفق برامج تقدم لهم , فالمصاب لا ينعزل عن أقرانه السليمين داخل الفصل ولكن يعاشرهم , فعلى المعلم أدارك المعرفة في كيفية التعامل مع الدسلكسيين داخل الفصل لهم تعامل وأسلوب خاص . وتعزيز الثقة بالنفس من قبل المعلم مهم جدا ً ولو كان المجهود المقدم من قبل المصاب بسيط جدا ً جدا ً .
هو إنسان ليس بغبي كما يظن بعض أولياء الأمور والمعلمين , هو ليس مختلاً عقليا ً وإنما مختلف عقليا ً ) يتلقى التعليم بطريقة خاصة مختلفة) , فإذا تتبعنا سيرة العلماء والشخصيات البارزة السابقين أمثال أنشتاين ودافنشي وتوماس أديسون والعقاد وتوم كروز وغيرهم كانوا من الناحية التعليمية متدنية ولكن بالجانب الفني والأدبي متفوقون للإهتمام المبذول تجاههم .
فأول وأهم خطوة تجاه المصابين هو تعزيز الثقة بالنفس نتيجة تلفظ المعلمين وأولياء الأمور وغيرهم بألفاظ تصنفهم بالغباء والتدني عن غيرهم .
فالغرب قد توصلوا إلى تقديم أفضل البرامج التعليمية للمصابين وتوجد منظمات في كثير من الدول الغربية والعربية الخاصة بالدسلكسيا وصعوبات التعلم ولمعرفة نسبة الإصابة في بعض الدول فمثلا ً أمريكا نسبة الإصابة 12.5% وبريطانيا كذلك تقريبا ً وبعض الدول العربية الذين لهم باع كبير في مجال الدسلكسيا وهي الكويت المتمثلة بالجمعية الكويتية للدسلكسيا ونسبة الإصابة 6.5% وتعتبر المركز الإقليمي في الشرق الأوسط ومصر ثلاثة مليون مصاب حسب التقارير المقدمة , وتعتبر الدسلكسيا بموجب القانون الأمريكي والبريطاني والكويتي نوعا ً من أنواع الإعاقة تعطى للمصابين كل التسهيلات كسائر الإعاقات الأخرى .
ونحن في الجمهورية اليمنية بإسم الجمعية اليمنية للدسلكسيا سنبذل قصارى جهدنا للوصول إلى ما وصل إليه الآخرون فبتظافر الجهود نصنع المستقبل الحديث.
إعداد أ/ عبدالرحمن عبدالله الحكيمي
الجمعية اليمنية للدسلكسيا