جنود عراقيون بالقرب من الحدود العراقية السورية (وكالة الأنباء الأوروبية)
نفى العراق الخميس ما ورد في تقرير استخباري غربي عن استخدام إيران طائراتٍ مدنية في نقل عسكريين وكميات كبيرة من الأسلحة إلى سوريا عبر الأجواء العراقية, وقال على لسان المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ إنه مستعد للمساعدة في وقف نقل العتاد أو الأفراد إلى الطرفين.
وقال الدباغ لوكالة رويترز "أكد العراق أنه لن يشارك أبدا في نقل أي شحنات عبر مجاله الجوي أو أراضيه إلى سوريا أو يساعد في ذلك أو يسمح به".
وأضاف أن العراق مستعد لأن يكون جزءا من جهود إقليمية ودولية أو إجراءات لوقف نقل العتاد أو الأفراد إلى الطرفين في سوريا، في إشارة إلى النظام السوري والمعارضة السورية.
وبدوره رد علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة العراقية على التقرير الاستخباري الغربي بقوله لوكالة الأنباء الألمانية "موقفنا تجاه الأحداث في سوريا واضح ولا غبار عليه، وهو مبني على موقف ثابت يستند إلى ضرورة حل المشاكل بطريقة سياسية بين الأطراف السورية دون اللجوء إلى العنف أو التدخل الخارجي".
وأوضح علي الموسوي أن موضوع نقل السلاح والمعدات العسكرية من إيران إلى سوريا عبر الأجواء العراقية كلام يتردد بين الحين والآخر لكن بدون دليل، وقال "نحن ندعو كل من لديه أية معلومات أو دليل بهذا الشأن أن يقدمها للعراق للتحقق منها".
وكشف المستشار الإعلامي أن العراق سبق أن تحدث مع الجانب الإيراني حول هذا الموضوع، مشيرا إلى أن الجانب الإيراني أبلغهم أنهم "ملتزمون بطلب العراق، وأنه لا يوجد أي نشاط من هذا النوع"، وأضاف أن العراق يراقب هذا الموضوع بدقة.
ويرى الموسوي أن العراق يكاد يكون البلد الوحيد المتمسك بموقفه تجاه الأحداث في سوريا، وأوضح أن هذا الموقف مبني على أساس الحل السياسي وليس اللجوء إلى الخيار العسكري الذي يعقد الأمور ولا يسهل الوصول إلى الحل الذي يرضي جميع الأطراف.
التقرير الغربي يقول إن أفرادا من الحرس الثوري الإيراني يعبرون العراق بشكل شبه يومي إلى سوريا (وكالة الأنباء الأوروبية) وكان التقرير الاستخباري الغربي -الذي اطلعت رويترز على نسخة منه من مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة- قد أورد أن الطائرات تطير من إيران إلى سوريا عبر العراق بشكل شبه يومي حاملة أفرادا من الحرس الثوري الإيراني وعشرات الأطنان من الأسلحة لقوات الأمن السورية والمليشيات التي تقاتل المعارضة.
وتحدث التقرير عن طائرتين من طراز بوينغ 747, وقال إنهما تستخدمان في عمليات نقل الأسلحة, وكانتا ضمن 117 طائرة شملتها عقوبات فرضتها وزارة الخزانة الأميركية. وجاء في التقرير الذي بثته رويترز نقلا عن دبلوماسيين غربيين أنه جدير بالتصديق وأن إيران أبرمت اتفاقا مع العراق لاستخدام مجاله الجوي.
ورجح الدبلوماسيون أن طهران وبغداد لم تعقدا أي اتفاق رسمي في هذا المجال بل كان هناك "تفاهم غير رسمي على عدم طرح أي أسئلة بشأن احتمال وجود عمليات نقل أسلحة إلى سوريا".
وكانت تقارير لجنة الخبراء قد تحدثت في السابق عن شحنات من الأسلحة الإيرانية إلى سوريا عبر تركيا وليس عبر العراق. وفي هذا السياق, قال تقرير المخابرات الجديد إن مثل هذه الرحلات الجوية عبر المجال الجوي التركي توقفت.
كما قال مسؤولون أميركيون في وقت سابق من الشهر الجاري إنهم طلبوا إيضاحات من العراق بشأن الرحلات الجوية الإيرانية, وهدد السناتور الأميركي جون كيري بإعادة النظر في المعونة الأميركية لبغداد ما لم توقف مثل هذه الرحلات.
وفي نفس السياق أكد طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي في مقابلة سابقة مع رويترز أن إيران تستخدم المجال الجوي العراقي في نقل إمدادات إلى قوات الرئيس السوري بشار الأسد وأن آلافا من مقاتلي المليشيات العراقية عبروا الحدود إلى سوريا لدعم قوات بشار الأسد.
وأضاف الهاشمي الذي أجرى المقابلة من إسطنبول التركية أن بلاده تحولت إلى ممر للدعم الإيراني لنظام الأسد، مشيرا إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بفتح المجال الجوي وإنما يتعلق بآلاف من مقاتلي المليشيات الموجودين الآن داخل سوريا لدعم الأسد وقتل السوريين الأبرياء.