من المسؤول ؟
أصبح الناس في هذه الايام كثيروا الشكوى والتظلم والتبرم ويكيلون التهم ويوزعونها على غيرهم ولايكاد يسلم منهم أحد وبغض النظر عن الخوض في تفاصيل السلبيات التي يلوكونها بألسنتهم آناء الليل وأطراف النهار
نريد أن نحدد مكمن الخلل بدقة ووضوح لنعرف السبب ومن ثم يسهل الحل .
فنقول إن ما نعاني منه من ظلم وفسادأخلاقي أوإداري وغلاء . . . إلى آخره بسبب ما عندنا من الذنوب والمعاصي هذه هي الحقيقة المرة التي لابد أن نعترف بها ونتلافاها عاجلا . قال عز وجل ( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شئ قدير) وقال تعالى( ماأصابك من حسنة فمن الله وماأصابك من سيئة فمن نفسك . . الايه ) وقال تبارك وتعالى ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) .
غير أن البعض هداهم الله يتجاهلون ذلك . قال الشاعر.
قد تنكرالعين ضوء الشمس من رمد
وينكرالفم طعم الماء من سقم
أما الحل والعلاج فقد بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله( إحفظ الله يحفظك إحفظ الله تجده تجاهك . . . الحديث ) .
كيف يحفظ العبد ربه ؟ بطاعة أوامره واجتناب نواهيه وأعظم الاوامر تحقيق التوحيد وأعظم النواهي البرآءة من الشرك والناظر لاحوالنا يجد الكثير منا يقع في الشرك الاصغر ( كالحلف بغيرالله) و( الرياء) و( وإرادة الدنيا بعمل الاخرة) . والمنكرون قليل
كذلك من الاوامر الصلاة فهي الركن الثاني بعد الشهادتين وهي الفرقان بين الكفر والايمان وحالنا مع الصلاة يندى له الجبين يكفي أننا مازلنا نحث على إقامتها بدلا من التحدث عن التبكير لها أو أدائها بخشوع !
أيضا من الاوامرالتي ضيعناها حفظ اللسان والفرج قال تعالى ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ) . وقال النبي عليه الصلاة والسلام( من يضمن لي ما بين لحييه ورجليه أضمن له الجنة) . ومما يحفظ أيضا السمع والبصر والفؤاد قال عزوجل( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) . وجزاء حفظ ماتقدم قوله عليه الصلاة والسلام ( يحفظك) وصور حفظ الله للعبد متعددة حفظه في دينه ونحن أحوج ما نكون لذلك لاسيما في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن ( الشبهات والشهوات) وقد حفظ الله يوسف عليه السلام عندما تعرض لفتنة عظيمة قال تعالى( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين ) فبين الله سبحانه سبب حفظه لانه من المخلصين يعني ممن حفظ حدود الله .
كذلك حفظ العبد في بدنه وعقله . كان أبو الطيب الطبري قد جاوز المائة وكان يتمتع بقوة بدنية وعقلية فوثب مرة من سفينة إلى الارض فعوتب في ذلك فقال( هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر ).
كذلك حفظ الاولاد قال تعالى ( وكان أبوهماصالحا) حفظ الله حق الابناء لصلاح الاب .
قال إبن المسيب لابنه ( يابني لازيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن أحفظ فيك وتلا هذه الاية " وكان أبوهما صالحا") .
أيها الاخوة الكرام من أراد التوفيق والفلاح من أراد تيسير أموره من أراد البركة في عمره ورزقه فليراع حقوق الله عليه . ويجب أن نعي جيدا أن الانسان لايؤتى أبدا إلا من قبل نفسه ولايصيبه مكروه إلا لتفريطه في حق ربه جل وعلا . اللهم أرزقنا الاخلاص في القول والعمل وجنبنا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
سطام النماصي