[align=center]
قال تعالى: (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ )
ينفي الله تعالى في هذه الآية أن يكون اتخذ ولدا، أو أن يكون معه إله. ويعني ذلك : ما كان معه من إله حق ، أما الآلهات الباطلة ، فهي موجودة ، ولكن لكونها باطلة ، كانت كالعدم.
لو كان هناك إله آخر يساوي الله عز وجل ويشاركه في الملك، لكان له ملك خاص ولله ملك خاص ، يعني ذلك : لانفرد كل واحد منهم بما خلق. وحينئذ ، يريد كل منهما أن يسيطر على الآخر كما جرت به العادة عند ملوك الدنيا ، وبهذا يكون الملك لواحد منهما ، وحينئذ : لا يمكن أن يكون للعالم سوى إله واحد وهو الله سبحانه وتعالى. فلو أننا شاهدنا الكون علوية وسفلية ، وجدنا أنه كون يصدر عن مدبر واحد ، وإلا لكان فيه تناقض لو كان يصدر عن مدبران اثنان، فأحدهم يقول مثلا : أنا أريد الشمس تخرج من المغرب ! والثاني يقول : أريدها تطلع من المشرق! واتفاق الإرادتين بعيد جدا. فننزه الله عز وجل عما يصفه به الملحدون المشركون الذين يقولون في الله سبحانه ما لا يليق به.
نستفيد من الآية السابقة أمرا مهم جدا,غفل عنه الكثير, وهو أن يكون للعائلة قائدا واحدا يكون حكيمً ينصحها ويدلها على الخير, ويحاول أن يجد الحلول لجميع مشاكلها. وأن تكون له السلطة الكاملة دون غيره, ويجب على أفراد العائلة احترام رأيه بشرط أن لا يكون ذلك ينافي أمر الله تعالى ولا أمر رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
نحن نعاني اليوم في مجتمعنا العربي التفرقة وعدم التفكير بمصلحة العائلة وعدم أخذ رأي الكبير في العائلة من قبل أفرادها. وتجد بعض الآباء للأسف يرى بأن دوره ينتهي عند تزويج أبنائه, فهو غير مسئول عنهم بعد ذلك, وإن حصلت مشكلة بين زوجات الأبناء كانت الضحية هي الأبناء والأحفاد.
واقع اليوم لبعض العائلات في مجتمعنا للأسف هو: أن كل فرد من أفراد العائلة له اهتماماته وخصوصياته وأهدافه التي يريد تحقيقها حتى لو كان الثمن إنهاء علاقته بأحد أفراد عائلته, ولا يسمح لأحد أن يتدخل في ذلك. وإن حصلت مشكلة له لا يستشير أحد من العائلة بل يستشير أحد أصدقائه المقربين له في نظره وحتى لو كانت المشكلة تخص العائلة. وإن أراد أن يقطع علاقته بأحد أقربائه يقطع علاقته فورا دون تفكير وإن حاورته بذلك قال حرية رأي وكل منا له رأيه.والسبب يعود بأننا لم نربي أبنائنا على السمع والطاعة لأولي الأمر.
كما قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)
فدعونا أخوتي الأعزاء نربي أنفسنا على طاعة ولي الأمر بعد طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ونعدل بين الناس ونحترم كبيرنا ونقدر صغيرنا ونحترم الرأي الآخر ونقول كلمة الحق وأن لا تأخذنا بالله لومت لائم ومن ثم سنجد أبنائنا يحملون هذه الصفات.
"سؤال دعونا نبحث عن إجابته"
ما الذي يجعل عائلة كبيرة تتفرق من أجل الدنيا "سواء كان بسبب مال أو وظيفة أو كلمة لم يحسب لها قائلها حساب" ألم يكن السبب هو أنه ليس لديها قائد يدلها على الخير؟
نلاحظ للأسف البعض منا يرى أن القائد لابد أن يكون هو الأكبر من العائلة وهذا خطأ بل القائد هو الذي يفكر كيف يجمع من حوله من العائلة ويكون قريب من الجميع ويتعامل مع الجميع بكل عدل وحزم يحاسب القريب قبل البعيد ولا يسمح بالخطأ من الجميع ويحترم رأي من حوله وينصت لكلامهم.
سؤالي لكم
هل توافقني على أننا ينقصنا قائد حكيم؟ او لك وجهة نظر آخرى؟
[/align]