لا أعرف ما هي قصة ''السيستم''، كلما تعلق مسألة في مكان قالوا لك: السيستم
وحينما لا تنزل لك علاوة شهرية تستحقها ألصقوها بــ السيستم،
وإذا علقت بطاقة في جهاز الصرف الآلي كان ردهم بعد يومين: فيه غلط في السيستم،
وإذا قدمت طلباً وبقيت تنتظر الرد أسبوعاً قالوا لك: لم يقبله السيستم، والمعاملة التي تضيع في الأدراج، وتراجع بشأنها يقولون لك: لم تدخل السيستم، ا
لمخالفة المرورية التي دفعتها مرتين من قبل لم تمح من السيستم، وعليك إحضار وصل الدفع الذي تقول إنك دفعته قبل سنة لكي يشطبه الموظف من السيستم،
وإذا حجزت كأي إنسان متحضر تذكرتك وحجوزات سفرك عبر الإنترنت، قد تذهب المطار ويقولون لك: ما لك حجز في السيستم،
وإذا طلبت من زوجتك أن تعذرك لتأخرك هذا المساء، قالت لك السيستم لا يسمح،
وإذا أردت أن تكون حياتك سهلة وغير معقدة وبعيدة عن الضجر والمُنغصات، سمعت من يقول لك: سيستم حياتك لا بدّ وأن يتبدل،
وإن كنت تريد أن تحدث في مؤسستك وتجعلها متوافقة مع التقانة الحديثة،
قال لك موظفو البيروقراطية: لين يتركب السيستم عندنا،
وإن صفيت في طابور لتنهي عملاً قالوا لك فجأة: تعطل السيستم،
وإن أردت أن تنظّم أمورك وترتب شؤونك، تجد من ينبري لك ويقول: هذا لا يتوافق مع سيستم الأخوان،
وعند أول الشهر تسمع أن معظم البنوك لديها السيستم عطلان
، وإذا اشتكى الناس من بطء شبكة الإنترنت، قالوا: اصبروا يومين لأن السيستم خربان،
وإن تعطلت شبكة اتصالات الهواتف النقالة، قالوا: انتظروا لحين إصلاح السيستم،
وإن غلت الأشياء قالوا لك: هذا سيستم عالمي،
وإن انتظرت ساعات لتأخر موعد إقلاع طائرتك، قالوا: السيستم عندهم غير، أو سيستمهم قديم%
وإن اشتكيت من كثرة الأعطال والإهمال وهدر الوقت قالوا لك: لا يصلح السيستم ما أفسد الدهر،
وإذا ما طالبنا أن تكون دولنا مثل دول العالم المتقدم في فهم الأمور وتسيّرها وتنظيمها قالوا لك: هيك ناس بدّها هيك سيستم،
وإذا بغيت أن تكون على وفاق مع جارك وتصالح تام معه، قال لك: سيستمك غير سيستمي، دوّر لك على جار ودار يرضى بـ سيستمك،
وإذا اشتكيت من ارتفاع الكوليسترول ومعدل عال للدهون، قالوا لك: اترك عنك زيوت السوق الرخيصة، وابحث لك عن زيت السيستم
· وإن طلبت منك أم العيال قضاء بعض حاجيات البيت ومساعدتها في القيام بالواجبات المنزلية، صرخت في وجهها: فكيني·· سيستمي مش مثل قبل، وبصراحة مليت منك ومن عيالك اللي ما عندهم مذهب ولا سنع ولا سيستم· خلق السيستم لكي يسستم لنا حياتنا، لا يسمّم علينا حياتنا،
وعلى رأي الشاعر حين قال: سيستم حياتي·· ياعين·· ما شفت زيه··
منقول من
ناصر الظاهري ( العمود الثامن ) جريده الاتحاد