مع دقات الساعة اتذكر جنة احلامي والتي طردت منها فكنت اقف على بابها اتوسل وأبكي لتفتح لي الباب مرة اخرى
لم اقترف ذنبا أو خطيئة لتلقي بي خارجها , ألم نصنعها سويا ؟ .......... ألم نضع فيها أشيائنا بكل الشوق والحب؟
ألم ترى جنتنا أفضل أحاديثنا ؟...........تذكر يوم تخيلاناها وفرحتنا وسعادتنا بصورة في أذهاننا لقلعة أسطورتنا .
غرفة معيشة بها مكتبة قديمة نضع على بعض أرففها كتبا تستهوينا قراءتها ...... أجلس لأقرأ لك ما تحبه في ساعات المساء التي نشعر فيها بكل خصوصية لننصهر في بوتقة واحدة من حرارة دفء مشاعرنا لنصبح مزيجا له نفس المواصفات .
وسادة رقيقة تضع عليها رأسك لتستسلم لحلم رائع أنا بطلته الوحيدة لأصبح رفيقتك حتى في احلامك , احتضن وسادتك في غيابك لاستنشق عبير خاص بك ويا حبذا لو سقطت عليها بعضا من الشعيرات الصغيرة التي تذكرني بك فاحتفظ بها في صندوق مذهب بطانته من القطيفة حتى حضورك .
منضدة يغطيها مفرش زاهي اللون بنفس لون أيامنا , أضع عليها قهوتك كل صباح لترتشف ما صنعته يداي من أجلك فاستمتع بمشاهدة ملاكي وهو يحتسي قهوته بهدوء , ومع كل رشفة يخفق قلبي متمنيه ان اسمع بصوتك عبارة (سلمت يداك حبيبتي)
انظر في فنجانك واتقمص شخصية قارئة الفنجان لاخبرك بوجودي انا فقط داخله وليس احدا غيري
جريدة يومية تأخذك مني فابدأ بجذبها من بين يديك بحركات طفولية لكي لا تنشغل عيناك بغيري ولا تقرأ غير أفكاري ........ ومع انفعالك وابتسامتي ترتسم على وجهك علامة الرضا لما افعله فلطالما كنت حبيبتك وابنتك وامك واختك انا الانثى بكل المعاني في حياتك .
مرآة مرفق بها رف صغير تضع عليه فرشاتك التي تسعد بملامسة شعرك فكم سأقبل مقبضها بعد رحيلك فقد تركت عليه بصمات يدك ,
على نفس الرف زجاجة عطرك الذي لا يضاهي عبق رائحتك , كم سأحتضن هذه الزجاجة بعد مغادرتك ؟
ستارة على نافذة غرفتنا افتحها كل صباح فأرى السماء فيسابقني قلبي بالدعاء والتضرع الى الله ان يبقيك بجانبي فلا يحرمني من وجودك .
دولاب ملابس يفتخر ان بداخله ملابسك افتحه في غيابك لألمس كل اشيائك واضعها على انفي لينتعش قلبي وتطير روحي لتستعيد ذكريات حرمت منها لبعض الوقت , اخرج بعضا منها لاحتضنه في ليال لست فيها بجانبي .
قداحتك الغالية اروح ذهابا وايابا لاتذكر اشعالك لسيجارتك وانت تراقبني من بعيد لتستمتع بمشاهدتي وانا اتحرك بين جدران جنتنا الخالدة الباقية .
هذا بعضا مما وضعناه في جنتنا الوهمية فما حصدت الا طردي منها وحرماني حتى من التفكير فيها .
اخرجتني وانا اردد بصوت جريح : لا تخرجني لا تطردني لا تتنصل مني
لا يا من كنت حبيبي
خالص تحياتي
اسطورة الخريف
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
