كل الاحتمالات تشير الى ان الاحوال الجوية السيئة التي تمر بها البلاد حاليا ستتواصل، بل ان الغبار الذي تعاني الكويت من انتشاره في الجو منذ فترة قد يستمر حسب توقعات الفلكيين فترة طويلة. ويقول الخبير الفلكي د. صالح العجيري في تعليقه على استمرار العواصف الترابية: كنا قد تأثرنا ولا نزال بالرياح الشمالية الغربية الشديدة المثيرة للغبار الكثيف مع هياج امواج البحر نتيجة المنخفض الهندي الموسمي المعروف بالمنخفض الآسيوي وايضا بسبب الجفاف الذي ساد البلاد منذ عدة شهور ولا يزال كذلك.
هدوء
العجيري يتوقع ان تهدأ الرياح مؤقتا خلال يومي الجمعة والسبت المقبلين مع ارتفاع في درجة الحرارة قد يصل الى 45 درجة.
بيد ان العجيري يستدرك بان هذا الهدوء النسبي قد لا يطول «لاننا لا نزال في عمق موسم رياح البوارح التي من المتوقع الا تنتهي مبكرة هذا العام بسبب انحدارات الضغط العميقة».
وغير بعيد عن رأي العجيري جاء رأي الباحث الفلكي عادل السعدون الذي اعاد استمرار الغبار وسوء الاحوال الجوية الى وجود منخفض جوي بلغت درجته 998 مليبار سيطر على منطقة الخليج العربي خلال الايام الماضية، وبلغت سرعة الرياح من خلاله اكثر من 50 كيلومترا في الساعة، الامر الذي تترتب عليه موجات من الغبار.
علامات
واشار السعدون في تصريحه الذي بثته وكالة الانباء الكويتية الى ان موجات الغبار انتشرت على مناطق الكويت كافة مما ادى الى تدني الرؤية الافقية الى اقل من 500 متر.
وبين ان السبب لهبوب الرياح الشمالية الغربية على الكويت وجود منخفض جوي على شبه القارة الهندية بما يسمى «المونسون» وهو الذي يسيطر على المنطقة من اوائل شهر يونيو حتى اواخر شهر يوليو سنويا. واوضح انه ينتج عن ذلك المنخفض هبوب رياح شمالية غربية على الكويت تستمر لمدة 39 يوماً او اكثر قليلا بما يسمى مربعانية الصيف او موسم البوارح. وقال انه اذا زادت سرعة هذه الرياح عن 45 كيلومتراً في الساعة فانها تحمل معها الغبار الذي يتصاعد من الصحراء العراقية والسعودية المجاورة للكويت وكذلك الصحراء الكويتية وعند حلول المساء تهدأ الريح ويخف الغبار ويسمى ذلك باللهجة المحلية «الغبار يعشي» وفي النهار بعد طلوع الشمس وزيادة حرارة اشعتها يعود مرة اخرى.
وقال السعدون ان لجو الكويت هذا العام علامات بارزة اهمها استمرار الغبار خلال فترات متقاربة منذ الشتاء، الى الآن، مشيراً الى ان نقص كمية الامطار التي نزلت على الكويت في موسم الشتاء جعل التربة مفككة، وبالتالي فانه من السهل تطاير ذرات الغبار عند هبوب الرياح المعتدلة والسريعة.
حدث في الماضي
وعاد السعدون بالذاكرة الى الوراء قائلا ان عام 1979 كان من اسوأ الاعوام التي مرت على الكويت لكثرة الايام المغبرة التي حدثت بها والتي بلغت 235 يوماً على الرغم من ان الامطار عام 1979 كانت معتدلة وزادت عن المتوسط السنوي العام لسقوط الامطار في الكويت وهو 109 مليمترات حيث بلغت 121 مليمترا خلال ذلك الموسم، وبرغم هذا كان ذلك العام من اكثر السنوات المغبرة.
وقال ان الامطار هذا العام اقل بكثير عن عام 1979 وعليه فان من المحتمل ان تكسر سنة 2008 الرقم القياسي لعدد ايام الغبار وشدته. وذكر ان الرياح الشمالية الغربية تهب في كل عام في مثل هذه الاوقات وبنفس السرعة التي تقارب من 45 الى 50 كيلومترا في الساعة، ولكن الفارق هذا العام قلة الامطار في موسم الشتاء، مما جعلها تثير الغبار بسهولة. وتوقع السعدون ان يستمر الغبار هذا الاسبوع ويخف نسبيا في آخره ليعود مرة اخرى للظهور حيث ان سيطرة المنخفض الموسمي الهندي علي المنطقة حتى اواخر شهر يوليو تجعل من الرياح الشمالية الغربية هي السائدة حيث تحمل معها ذرات الغبار. كما توقع ان يستمر مسلسل الغبار هذا العام حتى اواخر شهر يوليو ولكن مع وجود فترات هدوء من الغبار.
ونصح السعدون مرتادي البحر من اصحاب زوارق النزهة والصيد ان يتخذوا الحيطة اذ يفضل عدم النزول للبحر تحسبا لارتفاع الامواج.
تدني مستوى الرؤية على الطرق