ما أن يقف الشــــــــــــــــــاب الطموح على قدميه بعد النصر الساحق في الحصول
على الشـــــــهــــــــادة وخطف الوظيفة إلا ويبدأ في الشــــــــــذب والاستنكارلحياته
الوحيدة الموحشة وتعم الفوضى داخـــــــــل محيط منزله ومدينته حتى يأخـــــــــــذه
أبـــــــوه لديار ( زوجــــــــة المســتقبل ) التي تنتظره في ذلك البيت الشعبي البسيط
مع والدها الذي يهلي ويرحب بالفريسة الرجالية القادمة .
إن كان من الأقـــــــــارب فسيسأل والد الفتاة عن حـــــــــــال عريس الغفلة ويظهر
أنه مهتم جدًّا به ، محتجًّا بظروف الحــــــــــــياة التي ( دائمًا ) تحول دون اللقاءات
وتبادل ( المنافع ) أما إن كـــــــــــان غريبًا فسيطلب مهلة معينة ؛ كي يسأل البنوك
المحلية عن الوضع الاقتصادي للســـــــــــوق الذي سيدخله _ بقوة _ فور الانتهاء
من زف ابنته لزوجها .
في الحالتين يصمت الأب وابنه لسماع قـــــــــــــــائمة الطلبات من مجوهرات ذات
أحجام وألوان خلابة بالعدد الفلاني ، وببيت يحــــوي على درَج دائري واثنتا عشرة
ونصف ( لـمبة ) وحــــــــــديقة مزروعـة بالأخضر والأحمر والأصفر والبرتعنابي
وبأن يقيم العُـــــــــرس في قصر فاخر في أفخم وأغلى أحياء المدينة الراقية، وأن
يحضر الخـــــــــــادمة التي تتكلم سبع لغات ،ويخضعها لاختبار التوفل فإن لم تنجح
يسفرها ويعاقب من درستها في ذاك المعهد بعملها طباخة ، ولا ننس الســــــــائق
طوني أو جون على حسب توفر الشــــــــــواغر في السوق السوداء ، وغيرها من
الأشياء الهامة _ في نظر البنت وأبيها _ والتي لا يستــــطيع أي أحمق مقبل على
الزواج رفضها أو التقليل من شـــــأنها ، بالأخير يتمنى لكما حياة زوجية سعيدة !
في حين أن الشــــــــــــاب الأخرق يتنازل عن أبسط حقوقه وهو البطل المنقذ لآفة
العنوسة والذي من المفترض أن يقــــــوم بعد اختيار شريكة حياته بنفـسه بوضع
قائمة طلباته الخاصة لزوجته المستقبلية ، منها : لا تدخن ، لا تلبس أغـــــــراض
أختها الصغيرة ولا عــبـــاءات الضــفـــدع والغــوريلا ، لا تضع العـطـور وهـــــي
خارجة من منزلها غير مصابة بمرض الالتفات للآخرين في الأسواق والمجمعات
التجارية ليست سوبر في شات صوتي أو كتابي ، أو محترفة بتصميم بــطـــاقـــات
تختص بالتركيز على خلفيات عيال وبنات الناس، ولا تفرق بين الكيبورد والماوس
لا تعرف ماهي ( البوية ) وتظنها ( طلاء الجدران ) ،تتفنن في تحضير شـــــــــــاي
التلقيمة والقهوة ولا تميز بين المـوكـا توفي والإسبريسو ، أفخر مطاعمها هــــــو
مطبخها لا صيني , طليانو , هندي , سنغالي ولا غربي تستــحم بنفسها في حمامها
المغلق ( ذو الطقتين ) ، ويخيفها ما يسمى الحمام المغربي و السونا ،إذا وصلتها
رسالة الجوال تقول : مــســاج وأحيانا مسج لا تميز بينهما ، ليست جريئة تحـشــر
أنفها مع مجالس الرجال لتوهم نفسها بأنها متطورة وماهي إلا أضحوكة الجلسة .
هـــــــــــذه المطـــالب التي يلقيها الزوج إن نُــفـــذت وبالحــــــرف الواحـــــد فــإنــه
_ بمشيئة الله تعالى _
ســتــتـحق أمنيات العائلتين آذنة ً بولادة مجتمع جـــــــديد مثالي نصف نسائه حوامل
والنصف الآخر مخطوبات ..!
rocJl-Jlgo