بدء أيام «عدم الاستحمام» التسعة في إسرائيل
واقتراح من الحاخام الأكبر السابق بتخفيضها إلي يوم واحد
مع بدء أيام عدم استحمام المتدينين اليهود في إسرائيل، والتي ستستمر حتي يوم 10 أغسطس الجاري، أثار عوفاديا يوسف - الحاخام الأكبر السابق لإسرائيل والزعيم الروحي الحالي لحزب شاس الديني في إسرائيل - كثيرًا من الجدل بعد دعوته اليهود المتدينين إلي تقليص عادة عدم الاستحمام لمدة تسعة أيام لتقتصر فقط علي يوم واحد هو «التاسع من أغسطس»، مؤكدًا أن الروائح العطنة الكريهة بدأت تثير اشمئزاز الناس ولذا يتم الاحتفال بذكري التاسع من «آب» بالصيام وعدم التنقل وعدم فتح المحال في الشوارع والبكاء والنحيب مع عدم الاستحمام ليوم واحد بدلا من تسعة.
وكشف الحاخام عن أنه صدرت محاولات كثيرة له ولمن سبقوه لوقف هذه العادة والتصريح العلني بالكف عنها دون جدوي بسبب تخوف القيادات الدينية من ردود فعل الجمهور الديني رغم أن عادة عدم الاستحمام بالنسبة للعمال وفي شهر الصيف بشكل خاص تصدر روائح عرق كريهة. واعترف الحاخام عوفاديا يوسف في عظته الأسبوعية التي نقلتها محطات التليفزيون الإسرائيلية بأن التوراة لم تشر علي الإطلاق لتحريم الاستحمام، لكن هناك من اليهود من أصدر هذه الفتوي المتشددة وتم السير عليها لمئات السنوات دون تحكيم للعقل ودون مراعاة لمشاعر الآخرين الذين يضطرون لشم تلك الروائح الصادرة عن غير المستحمين. ورغم هذا الموقف «التقدمي» للحاخام (الذي سبق له أن أثار غضبة الكثيرين بتكفيره للممثلين وللمسرح والسينما، وتشبيهه للعرب بأنهم نمل) فإنه سرعان ما عاد للخزعبلات بنصحه مريديه بأن من يرغب بالاستحمام في أحد الأيام التسعة فعليه أن يستحم بمياه باردة جدًا لأن المياه الدافئة والساخنة.. حرام(!)
يذكر أن رغم موقف الحاخام عوفاديا يوسف وتصريحاته فإن غالبية مغاطس الطهارة الدينية اليهودية رفضت أن تفتح أبوابها لليهود في أيام العرق التسعة.
ويذكر أيضًا أن هناك جدلاً مستمرًا منذ سنوات حول «التاسع من أغسطس»، وهو يوم ذكري تدمير الهيكلين اليهوديين الأول والثاني، و«ذكري قمع تمرد بركوخفا اليهودي ضد الرومان»، حيث تري الأغلبية العلمانية أنه لا فرض آراء المتدينين عليهم بإغلاق المحال والمراكز التجارية، وبالفعل اتخذت بلدية تل أبيب قرارًا بفتح بعض المحال في ذلك اليوم، مما أثار مزيدًا من الجدل، فالعلماني يقول: يجب علي كل فرد أن يفعل ما يناسبه، يوم التاسع من آب، ولا يمكن فرض احترام هذا اليوم علي آخرين، خاصة أن الأغلبية في تل أبيب علمانية، والتاسع من آب يوم ديني. وعلي من يهتم بهذا اليوم أن يبقي في منزله. قال الحاخام الأكبر لإسرائيل «يسرائيل ميئير لاو» - يوم الجمعة - إن قرار بلدية تل أبيب بائس، ومخجل، ومحزن، ومقلق.