اخوتي واخواتي الافاضل هذه القصيدة لمولانا/ الطيب محمد سعيد العباسي رحمه الله وهو كان طالب بكلية الحقوق بجامعة القاهرة الام بجمهورية مصر العربية وعمل قاضيا ومستشارا قانونيا واخير محاميا ...يحكي انه في ليلة من ليالي الشتاء .. في ميدان الجيزة بمصر .. رأيتها تتهادى كغصن بان تأود، وعلى كتفيها الفراء الأبيض الجميل، وعلى صدرها الصليب – أرسلت لها قبلة مع الهواء؛ فثارت وقالت لي «اخرس .. يا أسود .. يا بربري ... مد رجلك على قدر لحافك» فأنشدت أقول:
يا فتاتي ... ما للهَوى بلد كل قّلبٍ في الحُب يبترد
وأنَا مَا خُلِقتَ فـي وَطَـنٍ الهَوى في حِمَاهُ مُضطهَـدُ
فلـمَـاذا أرَاكِ ثَـائِــرةً وَعَلاَمَ السِّبَـابُ يضطـرِدُ
والفراءُ الثميـن منتفـضٌ كفؤادٍ يشقى بـه الجَسَـدُ
ألأنَّ السَّـوَاد يغْمُـرنـي ليس لي فيه يا فتـاةُ يـدُ
أغريبٌ؟ .. أن تعْلَمي فأنا لي دِيَارٌ فيحا ولـي بلـدُ
كَمْ تَغنيـتُ بَيـنَ أرْبُعِـها لِحبيبٍ فـي ثغـرِه رَغَـدُ
وَلكـمْ زَارنـي وطَوَّقنـي بذراعيـهِ فَاتـنٌ غَــرِدُ
أيَّ ذَنبِ جَنيـتُ فانْدَلَعـت ثورة مِنك خَانهـا الجَلَـدُ
أو ذنبي في قبلةٍ خطَـرت مَع نَسيـمٍ إليـك يَتئـدُ؟
ألِهذا فالنهْـدُ مُضَّطـربٌ؟ولهـذا العيـون تَتـقِـدُ؟
ولماذا هذا الصليبُ تُـرَى بينَ نهْدَيـك راح يرْتَعِـدُ؟
خبريني ذات الفراء فقـد جَفَّ جناني وأحْدَبَ الرَّشَدُ
أيَمُّـر النُميـر بـي ألِقـاً وأنـا ظـامـئٌ ولا أرِدُ؟
أو غيري هـواكِ ينهبُـه وفؤادي لدَيْـكِ مُضطهـد؟
أليَّ الهَجْر والقِلـى أبـداً ولغيري الشفاهُ والجسَـدُ؟
لي كغيري يا زهرتي أمَـلٌو فؤاد يهوى ولـي كَبِـدُ
لي بدنيايَ مثلمـا لهمـو لِي مَاضٍ وَحَاضِـرٌ وغَـدُ
فالوداعَ الـوداعَ قاتلتـي هَا أنا عن حِمـاكِ أبتعـدُ
سَوفَ تنأى خُطايَ عن بَلَدٍ حَجَرُ قلبُ حوائـه صَلِـدُ
وسَأطوي الجراحَ فِي كبدي غَائراتٍ مَـا لهـا عَـدَدُ