وش كسبتي مْن الغياب وويش أنا قلبي كسـب ..؟
غير تابـوت لْجـروح ؛ وصرختيـن ٍ مُعلنـة ..!
ارجعي - كلي فديتـك - لا تخافـي مْـن العتـب
شوفتـك تلغـي مسافـات الـزمـان المحـزنـة
من يلوم الجاهل اللي صام فرضـه فـي رجـب..؟
ومن يلوم العاشق اللي صام عن حبـك سنـة ..؟
ومن يقول انّ الغياب جروح مـا تـورّث أدب ..؟
كيف وماجد صار شاعر مـن غيـابٍ يطعنـه ..!
وانتي اللي تطلبيني : هـات لـي شـي ٍ صعـب
أو سـؤال احتـار لاجلـه فـي قصيـدٍ تـوزنـه
هاك هذا هو سؤالي ؛ وشـوف مـن فينـا غلـب
والصعب ياللي تريـده ؛ جبـت لـك مـن ألينـه
ليه اذا غنى عديـم السمـع : يتمايـل طـرب ..؟
وليه ما للنـار صـوت بْرغـم تملـك ألسنـة ..؟
فـوق هـذا وش تبيـن ..؟ الآن يتلبـي الطلـب
عمري اللي - لا قدرت - لرمـش عينـك أرهنـه
إيه أنا وربـي أحبـك ؛ واعشقـك حتـى التعـب
وانطـق الآه لعيـونـك لــو تبيـهـا دنـدنـة
أعشقك من عادنـي طفـل ٍ ويرسـم لـه شنـب
ومَيّـل عقالـه بيـوم العيـد ؛ حبّـك جننـه ..!
نظرتك فيها اختصار لمـن جهـل معنـى العجـب
ظـرف ثالـث فـي عيونـك للزمـن والأمكـنـة
وقفتـك تمثـال عـاج يزيّنـه عـقـد الـذهـب
فكرة انك كليوباترا ؛ صـدق : فكـرة ممكنـة ..!
غارت الشمس لجمالك واختفـت خلـف السحـب
لبّى من في الأرض يمشي ؛ والثريـا مَسْكَنَـه ..!
والعطـر لا جيـت جنبـه : مـال حتـى ينسكـب
ليه لا ..؟ وانتي العطـور لشـمّ عطـرك مدمنـة
خصرك اللي تنثني بـه كـنّ عُـوده مـن قصـب
تشخـص الأبصـار لاجلـك ؛ كنهـا بـك موقنـة
شفّتـك تـوت وشهدهـا كنّـه عصـارة عـنـب
حظ مـن هـو يشتهيهـا : حسـرةٍ بـه توهنـه
وهائـك بْآخـر كلامـك داخلـي تثيـر الشـغـب
لا مزحت وقلت [ إنتي ] ؛ قلتي والله مو [ أنَهْ ] ..!
بينـك وبيـن الجمـال اجيـال يجمعهـا نـسـب
وانتـي القمـة لأنـك : أصـل فـيـه ومعـدنـه
كنّ هـذي الأرض دونـك وصفهـا كلمـة : نُـدَب
لـو لا أمـر الله لآدم هالبـشـر مــا تسكـنـه
دون صوتك : ضجّ صمت ؛ وزاد في قلبـي رعـب
آآه يا ويلـك مـن الله كيـف قلبـي تِحْزنـه ..؟
تَـبّ قامُـوسُ التبَاعُـد إنْ نَوَيْتِيـنِـي ؛ وَتَــبّ
كُـلّ مَعْشُـوق ٍ نَـوَى بُعْـدَاً ؛ وَقسْـرَاً دَوّنَــهْ
لا طرى فْبالي [ غيابك ] فـزّ بـي مـارد غضـب
حتى لا منـي ذكرتـه ؛ قلـت : ربـي يلعنـه ..!
مما عجبني