.. الســلام عليكم ورحمة الله وبركاتـه ..|~
صباحكم \\ مسائكم
كُــل [ خير ] يارب..~
\\
..موضوعي عن فئه غاليه على قلبي وبالتأكيد على قلوبنا جميعاً ..|~
يحتاجون مِنا الدعم والمساندهـ يحتاجون أن نمد لهم ايدينا
.. اسئل الله أن يشفيهم وأن يكون بعونهم وبعون أهاليهم وكل من هو مسئوول عنهم..
\\
سأترككم مع قصه بقلم أحد الأساتذهـ
قصتي مع علاء
بدأت قصتي مع علاء منذ اليوم الأول لي في العمل..
إن مجرد التفكير بالعمل مع الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة يصيب المرء بالإرباك ..
فكيف إذا كانت الحاله طفل توحدي.. وهنا بدأ الصراع هل انسحب أم اقبل التحدي وامضي وزاد
الصراع أن علاء يبلغ من العمر 17 عاماً ويمتاز بالطول الفارع والجسم القوي بعكسي تماماً
ويصاحب حالة التوحد وجود متلازمة داون لديه, والمزاج المتعكر العدواني تجاهـ نفسه وتجاهـ
الآخرين وإنعدام مهارات العنايه بالذات كـ تناول الطعام واستخدام الحمام وحتى النوم .! و لم
يسمع والديه أية كلمة منه حتى عمر 17 عاماً..|~
اليوم الأول:
كان اليوم الأول عصيباً على كلينا فجاءت أمه وأجرينا دراسة الحالة واتفقنا على أن يبدأ
علاء منذ اليوم الأول لتبدأ عملية وضع برنامج فردي خاص به بعد الملاحظة لمدة 30يوماً..
وكان لابد من وجود الخادمة معه طوال الوقت في المدرسة..
حاولت التقرب إليه والسلام عليه فرفض ونظرة الغضب تحيط بوجهه الطفولي وعندما
حاولت لمس خدهـ الأيمن قام بضربي وكررت التجربة فعاد وضربني بيدهـ اليسرى
وبدأت محاولاً جذبه إلى غرفة الألعاب وفعلاً أقتنع بالذهاب عند إمساك الخادمة بيدهـ
وبعد مرور 30 يوماً وعلاقته أصبحت جيدة معي فقط بدأت أشرك الزملاء والزميلات
معي للتعرف على علاء فكانت ردة فعله شديدة
وعنيفة وقام بضرب كل من يقترب من خدهـ الأيمن..
علاء والظلام
وهنا كانت بداية الطريق ففي أحد الأيام دخلنا إلى غرفة الألعاب ونسيت أضاءة الأنوار وحينها
قام علاء بالبكاء الشديد فكانت المرة الأولى التي أراهـ يبكي فيها وعرفت انه يخاف من الظلام
فقررت استخدامها لتعديل سلوكياته والغاية تبرر الوسيلة نظراً لقلة حيلتي وفقر خبرتي..
وفعلاً بعد فترة من الزمن أظهر تحسن وطاعة جيدة إذا أخبرته وأظهرت له بأنني سأتركه في
الغرفة المظلمة لوحدهـ إذا ضرب أحد أو لم يسمع تعليماتي..
علاء والعصفور
وحتى تكتمل التجربة بنجاح كان العصفور هو المفتاح الحقيقي الذي ساهم بنجاح علاء
السلوكي, فعلاء كان كغيرهـ من أطفال التوحد الذين يظهرون غرابة وتصرفات غير عادية, ففي
أحد الأيام ذهبنا إلى حديقة الحيوانات وفي لحظة غفله مني وجدته يحاول الإمساك بالأسد
وعندما رأيته ركضت إليه وأبعدته وأثناء خروجنا من الحديقه مررنا بقفص العصافير فإذا بعلاء
يصيح بقوة ويبكي فحضنته وأمسكت به وخرجت وظل ممسكاً بي حتى خرجنا, فاستخدمت
العصفور كعقاب إيجابي وتعزيز سلبي بنفس الوقت فإذا ضرب أحد أحضرنا له العصفور وعند
الهدوء والطاعة نبعد العصفور عنه..|~
وطبعاً بعد التخلص من سلوكياته العدوانية قمنا بتعديل سلوك الخوف
من الظلام والعصافير من خلال استخدام مبادئ الأشراط الكلاسيكي..
الكلمة الأولى
بعد فحص علاء والتأكد من سلامة جهازهـ النطقي فكرت كثيراً لماذا لا ينطق أية كلمة
أو مقطع .؟ و بعد طول تفكير وملاحظة وجدت الجواب..
إن الفرد يتكلم حتى يتواصل وحتى تلبى احتياجاته بالدرجة الأولى أما إذا كان
كل شيء متوفر دون أن اطلب فلماذا أطلب .!!
وهذا علاء كان لديه 3 خادمات من جنسيات مختلفة وكان متعود أن يشرب الماء بعد
الغداء مباشرة ففكرت ماذا لو لم نعطه الماء لمدة 10 دقائق مع الإشارة نحو الماء
بكلمة (( بدي مي )) ومع المحاولة والتكرار قال علاء بصعوبة (مي) وتوالت كلماته
بحمد الله (( بابا جابر )) (( ماما ساميا )) (( فراس ))حتى أصبح لديه أكثر من
50 كلمة كأسماء اخوته وأخواته والطعام والسيارة والخادمة..
علاء والروتين
كان علاء يحب الروتين وعدم التغيير في برنامجه فيحب بعد انتهاء يومه الدراسي الذهاب إلى
البيت والجلوس لمشاهدة التلفاز وفي العصر الذهاب إلى المزرعة واللعب في بركة السباحة
وتناول الفراولة والخوخ واللوز, وكل هذا ساهم في هدوء نفسيته واستجابته السريعة واتباع التعليمات.
بعد 4 شهور
من عرف علاء قبل ذلك لم يصدق ما حصل وكيف تغيرت حالته, فاختفى سلوك الضرب وتحسن
نومه مع التدريب وزادت حصيلته اللغوية وأصبح يطلب ما يريد وكنا نستغل كل فرصة تتاح لتعديل
سلوكه ووجهنا طاقتنا نحو الأسرة وأرشادها لأسلوب التعامل الأمثل مع علاء مما زاد من تقبل
أسرته له وعدم الخجل منه وتدريبه المستمر على النواحي الاستقلالية والاعتماد على الذات
كل هذا دعمنا لفتح الباب نحو البداية الأكاديمية وفعلاً رغم بساطة البداية فكانت ناجحة فتعرف
علاء ونطق معظم الأحرف الهجائية والأرقام الحسابية وذلك فقط بهدف زيادة حصيلته اللغوية
ولتكتمل فرحة الأسرة بابنها فكان الأبوين رغم انشغالهما يحاولان تدريب علاء على نطق
الكلمات وعند حصول نوبات غضب طارئة كانوا يعالجونها بالاسترخاء والموسيقى..
مستقبل علاء
فكرنا كثيراً ما مستقبل علاء وكيف سيعمل وماذا سيعمل .؟
أسئلة كثيرة كان جوابها عند علاء..
فعند ذهابنا للمزرعة لاحظنا وجود مهارة جميلة لديه, فكان علاء يرغب في تصفيف حبات
الفراولة داخل العبوات الصغيرة وبشكل تدريجي من الأصغر إلى الأكبر وبشكل جميل مما دفعنا
إلى جعله يتدرب باستمرار لتطوير هذه المهارة حتى أصبح الآن قادراً على العمل مع العمال
في ترتيب الفراولة داخل العبوات المخصصة وكذلك فواكه أخرى..
بقلم الأستاذ / فراس عبد الرحمن الصلاحات
brb
.