وفاء الأرض والسماء
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
رضاك خير من الدنيا و ما فيها **************** يا مالك النفس قاصيها و دانيها
فليس للروح آمال تحققها ********************** سوى رضاك فذا أقصى أمانيها
فنظرة منك يا سؤلي و يا أملي ********************* خير إلي من الدنيا و ما فيها
سَأل باستغرابٍ : أَتبكي السَّماءُ والأرضُ ؟!
فجاءَه الجَواب : "وما للأرضِ لا تبكي على عبدٍ كان يعمرها بالركوعِ والسجودِ ؟"
وما للسماءِ لا تبكي على عبدٍ كان دَمعُه يَسبقُ دعاءَه ساعةَ القنوت ؟
نَعَم تبكي السماءُ كما تَبكي الارض على الراحلينَ من الصالحينَ والصالحاتِ...
تبكي على أرواحٍ طَاهرةٍ فاضَت وعَلَتْ
قال ابن عباس - رضي الله عنهما – عندما سئل عن قوله تعالى : { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ } : " إنَّه ليسَ أحد من الخلائقِ إلا ولَه بابٌ في السَّماءِ منه يَنزل رزقه وفيه يَصعد عَمله ، فإذا ماتَ المؤمنُ فأغلِقَ بابَه من السَّماءِ الذي يَصعد فيه عمله ويَنزل منه رِزقه فَفَقده بَكى عليه...
وقيل : إذا مَات المؤمن وفَقَدَه مصلاهُ من الأرضِ التي كانَ يُصلي فيها ويَذكر الله عزّ وجل فيها بَكَت عليهِ
أيُّ وفاءٍ هذا ؟
َتبكي الأرض لموضعِ سَجدةٍ ، وتَذرفُ السماء دموعَها لكلمةِ خيرٍ صَعدَت إليها بِنيَّةٍ خَالِصة ، في حين قد تَشُح مآقي الخَلقَ لحظةَ الفَقدِ بدمعةٍ
وأي حبّ هذا ؟
يَنسكبُ الدمعُ وينسابُ مِن جَمادٍ على قَلبِ عَبدٍ مُؤمن غََمرهُ بنقائِهِ ساعةَ خُلوة
وأي روح تلك ...؟!
تلكَ التي تسكن الأشياء من حولنا ونحن نظنّها خُلِقَت بلا روح
حبّ و وفاءٌ ونِداء هزّ الأرجاء
يا أرض ربّي .. عَلمينا كيف تُرعَى العُهود ؟
ويا سماء ربي .. أَخبرينا كيف تصدقُ الدَّمعَةُ ويُنبَذ الجُحود ؟
وما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته