تقرير المصير توافد آلاف المتظاهرين على التحرير
ميدان التحرير
بدأ آلاف المتظاهرين فى التوافد على ميدان التحرير منذ الصباح الباكر اليوم الجمعة، للمشاركة فيما أطلق عليه مليونية "إنقاذ الثورة وتقرير المصير"، وذلك فى عودة للمليونيات التى تشهد إجماعا من غالبية الأحزاب والقوى والائتلافات الثورية، والتى افتقدها الميدان لفترة ليست بالقصيرة؛ حيث كانت آخر مليونية جمعت مختلف القوى الثورية فى الذكرى الأولى لثورة 25 يناير.
ويطالب المشاركون فى مليونية اليوم التى من المتوقع أن تكون حاشدة، بمنع ترشح فلول النظام السابق لرئاسة الجمهورية، واستكمال أهداف الثورة والتزام المجلس الأعلى للقوات المسلحة والحكومة بتنفيذ هذه الأهداف "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية"، وتعديل المادة (28) من الإعلان الدستورى، والتى تنص على عدم جواز الطعن على قرارات اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية، والتأكيد على قيام المجلس العسكرى بتسليم السلطة فى الموعد المحدد فى 30 يونيو المقبل.
كما يطالب المشاركون بالإفراج الفورى عن جميع المعتقلين السياسيين الذين تم ضبطهم خلال أحداث الثورة أثناء تنظيمهم لمسيرات، أو الدعوة لها ما لم يثبت ضدهم جرائم جنائية، ومنع محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكرى، والتوافق على الجمعية التأسيسية للدستور بما يحقق تمثيل كل طوائف الشعب واتجاهاته وانتماءاته، وتطهير الجهاز الإدارى للدولة من فلول النظام السابق، وهو ما يشمل تطهير وزارات الإعلام والعدل والداخلية.
وعلى الصعيد الميدانى، اتجهت معظم الأحزاب والقوى الثورية المشاركة فى مليونية "إنقاذ الثورة وتقرير المصير" اليوم إلى إقامة منصاتها فى الميدان منذ أمس الخميس، لضمان حجز أماكن استراتيجية لهم داخل الميدان؛ حيث قامت حركة 6 أبريل "جبهة أحمد ماهر" بإقامة منصتها بجوار تمثال عمر مكرم، بينما قام أعضاء حزب الحرية والعدالة بإنشاء منصة ضخمة بالقرب من شارع طلعت حرب.
وفى الوقت نفسه، قام أنصار الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل بتفعيل منصتهم التى نصبوها منذ ثلاثة أيام أمام مجمع التحرير استعدادا للمشاركة اليوم، ونصب ائتلاف حركات "مستمرون" منصة كبيرة بالقرب من مبنى الجامعة الأمريكية للقوى الثورية المختلفة، بالإضافة إلى نصب 7 منصات أخرى للقوى الثورية والأحزاب بمختلف أرجاء الميدان.
وشهد الميدان اليوم تعليق العديد من اللافتات التى أعادت إلى الميدان روح ثورة 25 يناير من جديد، وعبرت عن مطالب المشاركين فى مليونية اليوم، ومن بينها "لا لهيمنة أى تيار على الوطن، يسقط يسقط حكم العسكر، لا للفلول ومطبوعا عليها صورتى الفريق أحمد شفيق وعمرو موسى، مش حنسلم .. مش حنطاطى .. إحنا كرهنا الصوت الواطى.. ثورتنا ثورة سلمية، لن نسمح بالتلاعب .. الثورة مستمرة، دستور لكل المصريين، وزير خارجية مبارك لن يحكم مصر ومطبوعا عليها صورة عمرو موسى، معا لحرية الثورة .. معا لتطهير البلاد من الفلول، لا دينية ولا عسكرية .. دولة مدنية ديمقراطية حديثة، انتخابات رئاسية حرة ونزيهة، معا لحماية الثورة وتسليم السلطة فى 30 يونيو".
وفى الوقت نفسه، يشهد الميدان الآن صعوبة فى حركة سير السيارات بسبب كثرة أعداد المتظاهرين، ومن المتوقع أن يتم إغلاقه تماما أمام حركة سير السيارات خلال الساعة والنصف المقبلة، فى الوقت الذى انتشر فيه الباعة الجائلون بكثافة داخل أرجاء الميدان منذ فجر اليوم لضمان حجز أماكنهم مبكرا داخل الميدان واستغلال زخم مليونية اليوم فى ترويج تجارتهم على المشاركين، وتحقيق أرباح افتقدوها لفترة ليست بالقصيرة فى ظل غياب المليونيات الحاشدة عن الميدان.
تجدر الإشارة إلى أن أكثر من 50 حزبا وحركة وائتلافا ثوريا اتفقوا على المشاركة فى مليونية اليوم، ومن بينهم الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، والدعوة السلفية وحزب النور، والجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية، وأحزاب الأصالة، والعدل، والكرامة، والوفد، والتجمع، والمصريين الأحرار، والجبهة الديمقراطية، وائتلاف شباب الثورة، واتحاد الثورة، وحركة شباب 6 أبريل (جبهة أحمد ماهر)، وحركة 6 أبريل (الجبهة الديمقراطية)، والاشتراكيون الثوريون والجمعية الوطنية للتغيير.