[frame="7 10"]بسم الله الرحمن الرحيم
بدء عام وانتهى عام وما كان بالأمس صعب المنال أصبح بين اليدين وما كان حلما أصبح حقيقة ، بدأت رحلة بناتنا وأولادنا
في البحث المكوكي لمكان يضعوا فيه أقدامهم ليشقوا عباب الحياة ،
فالذين كانوا بالأمس صغارا نتابعهم أصبحوا اليوم كبارا لمتابعة مشوارهم بالحياة وليس لنا قدرة على مساعدتهم
سوى النصح ورفع أكف الدعاء أن يفتح لهم أبواب الخير والقبول 0
أعزائي أولياء الأمور إياكم والتحبيط وإن كانت النسبة لاتؤهله لقرع أبواب الجامعات ، أحبوا أبناءكم وبناتكم على ما هم
فما تم أمر مقدر وقد قدموا ما استطاعوا وأي نقد أو لوم يكن له أثر سلبي على حياتهم مستقبلا وإن نجحوا في بلوغ الهدف
فأبرز العلماء الذين لهم فضل بعد الله سبحانه وتعالى على البشرية..
مندل مؤسس علم الوراثة..
توماس أديسون مكتشف الكهرباء..
جيمس جول التي بينت تجاربه بشكل دقيق التكافؤ بين العمل والحرارة،
وغيرهم ممن يعتبرون جزءا من العلماء الأوائل.. لم يكملوا تعليمهم ولم يحصلوا على شهادات عليا..
بل بعضهم طرد لعدم جدارته، فتفرغوا لابتكاراتهم واكتشافاتهم ولم يسألوا عن الشهادة..
لكن الآن مهما يكتشف الشخص فلن يقبل منه طالما لا يمتلك شهادة..
وأتمنى ألا يفسر ذلك بأنه دعوة مني لترك الدراسة، لكن لدي تساؤل.. لم قل عدد المبتكرين لدينا؟!
هل لأننا حصرنا شغلهم وفكرهم لجمع المعدلات ودراسة ما في الكتب وغلق أدمغتهم؛ لذا لم يجدوا الوقت للابتكار؟
أم لأننا ربطنا بين نجاحهم والدرجات والمعدل والنسبة فأصبح دون ذلك يعد الابن أو البنت فاشلا ومحل سخرية ونقد
بل وقد يكن يوم الشهادة يوم عزاء للوالدين وبلاء على الأبناء ، أختم مقالي بأن أبنائنا بحاجة لإحتواء والترفق بهم
ومعرفة قدراتهم وطاقاتهم وتوفير ما يناسبها لتصبح ذات قيمة في المجتمع
فكم من عدد الأطباء في البلد قد يصل لنسبة 30%
ولكن كم عدد المخترعين السعوديين فلا يتجاوز العشرون ونيف شخصا
نعم أحبتي قد لاينحج أبنك أو أبنتك في التحصيل العلمي ولكنه قد يكن ممن يملك مهارة وموهبة
وإبداع مكبوت في الجانب المظلم من حياته الذي لم يحاول الإباء أو المربين من اكتشافها بل جعلوا فوقها
ركاما من رماد التحطيم والتقليل من مكانته بكلمات تقتل الهمم ،وتنزع الجرأة وتجعله
ينزوي على ذاته يمارس مع أقرانه فنون إبداعيه بطرق شيطانية فيخرج بمقاطع يوتيب
وهو يسير على الرصيف ممتطي جزء من السيارة وأقدامه تسابق عجلاتها ،
أو تفحيط أو ابتكار طرق للسرقات والموت أو مطاردة الجن ونحوها 0
نعم دورنا جميعا أن نحتوي الشباب ونوظف طاقاتهم ونكتشف مهاراتهم
وتروض هذه الخيول الجامحة من المهارات في مكانها المناسب لنخلق جيلا مبدعا مبتكرا متعدد المواهب والعطاءات فهم أمانة 0
ولا بد أن نتخطى وإياهم المحنة ونحولها لمنحة
قصة للتأمل والعبرة
يحكى أن رجل يدعى صالح القماش
كان يصنع أقمشة المراكب الشراعية .
وبدأ ينادي بين الصيادين
بناطيل خاصة للصيادين متينة وقوية وتتحمل طبيعة عمل الصياد
أعجب الصيادين بهذه النوعية والتي سوف توفر لهم مبلغ شراء بناطيل أخرى
وتم بيع جميع البناطيل ووعدهم ببيع بناطيل جديدة بالعام المقبل بمواصفات أفضل .
وأصبح الصيادين ينتظروا صالح القماش بنفس الموعد لشراء بناطيل الصيد .
الرسالة
أستطاع صالح أن يحول المحنة إلى منحة
وأستطاع أن يحول السخرية إلى سلم للنجاح
عندما استخدم التفكير الايجابي الابتكاري في مواجهة التحديات
ودمتم ايجابيون
[/frame]