من خصائص الجزيرة العربية:
-الأولى: هذه الجزيرة حرم الإسلام؛ فهي معلمه الأول وداره الأولى قصبة الديار الإسلامية وعاصمته، وقاعد لها على مر العصور، وكر الدهور، منها تفيض أنوار النبوة الماحية لظلمات الجاهلية؛ ولذلك جاءت المنح المحمدية في صحيح السنة بما لهذه الجزيرة من خصائص وأحكام؛ لتبقى هذه المنطقة قاعدة الإسلام دائماً؛ كما كانت قاعدته أول، ومعقل الإيمان آخراً؛ كما كانت سابقاً... أما جزيرة العرب؛ فلها من سمو المكانة التي تتميز بها في (خريطة العالم)، ودقيق الضمانة الواجب توفيره، ... فاعرف هذه الخصيصة لجزيرة العرب من أنها (حرم الإسلام)، وللحرم حرماته التي لا تنتهك، ولن تكون دار كفر أبداً، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم.
-الثانية: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:( إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب. ولكن في التحريش بينهم ) رواه مسلم. والخلاصة:أن متن الحديث ثابت من عدة طرق عن عدد من الصحابة رضوان الله عليهم. ومعنى هذا الحديث: أن الشيطان يئس من اجتماع أهل الجزيرة على الإشراك بالله تعالى. ومنذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وهي إلى يومنا هذا دار إسلام ولله الحمد، حماها الله وسائر أوطان المسلمين ، ولم يعرف الشرك فيها إلا جزئياً على فترات في فرد، أو أفراد، ثم يهيئ الله على مدى الأزمان من يردهم إلى دينهم الحق... وبهذا يكون ذكر جزيرة العرب؛ لمزيتها بأنها أصل ديار الإسلام، وأهلها أصل المسلمين ومادتهم. والله أعلم.
-الثالثة: جزيرة العرب وقف في الإسلام على أهل الإسلام، على من قال:( لا إلا الله محمد رسول الله ) وقام بحقهم وهي وديعة النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمته التي استحفظهم عليها في آخر ما عهده النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهي دارٌ طيبة لا يقطنها إلا طيب، ولما كان المشرك خبيثاً بشركه؛ حُرِّمت عليه جزيرة العرب.
- الرابعة: أن الإسلام حين يُضطهد في دياره خارجها؛ فإنه ينحاز إلى هذه الجزيرة، ويأوي إليه، فيجد كرم الوفادة بعد الغربة وطول المحنة، وفي ذلك جاء حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريبا كما بدأ وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية في حجرها ) صحيح الجامع.
-الخامسة: أن هناك يوماً في السنة لا يكون للأشياء فيه ظل في مكة عند الزوال؛ لأن الشمس تكون عمودية تماماً عليه، مما يدل أنها مركز الأرض ووسط الدنيا، يقول الحق تبارك وتعالى:( وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه ) الشورى 7.
* الخاتم داخل الأصبع:
- خاتم بداخله حجر كريم على شكل خارطة شبه الجزيرة العربية.
* أسماء جزيرة العرب:
*كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى، ولهذه الجزيرة جملةُ أسماءٍ كلُّها مضافة إلى "العرب" لا غير:
- منها اسمان هما: (جزيرة العرب)،و(أرض العرب) وقد وردا في السُّنَّةِ واستعمالات الفقهاء.
- ومنها: (بلاد العرب)، و(ديار العرب)، وقد وردت بكثرة في كتابات البلدانيين والمؤرخين.
- ويقال الآن: (الجزيرة العربية)،و(شبه جزيرة العرب)،و(شبه الجزيرة العربية).
- وهي تلكم الأرض المباركة التي اكتسبت شرف الإضافة إلى سكانه وتضم الدول الآتية: المملكة العربية السعودية، الكويت، البحرين، قطر، الإمارات العربية المتحدة، عُمان، اليمن.
منقول