كيف تقسو وتجعل ما مضى مجرد صفحة عابرة،
وترحل. هل تستطيع أن تفصل بين نفسك وذاتك
، بين أنت وأنت. وهل كنت في الأساس أنت؟
لم أعد أدرك، أو لم أعد أريد. اللحظات الصعبة
عندما تكتشف أن رهاناتك كانت خاطئة،
وخيالاتك كانت أقوى من تفكيرك، وأن الألوان
ليست دائما كما تبدو. نعم. الأحكام الحتمية
اجتهاد متسرع تقودنا فيه العاطفة ويغيب عنا العقل.
تمضي أيامك نفسها، وعالمك كما هو، والأشياء
لم تختلف. يا لغرابة الإنسان. هل تجرؤ أن تبدأ
رحلة إبحار مع قصة جديدة. نفس الكلمات
والتعليقات وربما اللمسات. هل سوف تمتد يداك
لحضن جديد، أم أنهما سيتمردان ويرفضان
الحركة. وربما يصابان بالرعشة؟ وعيناك هل
سوف تستوعب ملامح جديدة، أو أنها ستغلق
نفسها وتكتفي بالظلام، بدلا من الدموع. هل
سيبقى جسدك متماسكا كما هو رأسك في
الأعلى وقدماك في الأسفل، أم ثورة ستصيبه
تتغير فيها أماكن الأعضاء، وأشكال الملامح.
وكنت سأقول تأنيب الضمير، وتذكرت. إذا سوف
تنشغل بالمقارنات، واكتشاف العالم الجديد
يا أيها الشخص الذي كان يوما يحدد بوصلة أيامي،
و يرتب حتى كلماتي، ويهندس أفكاري، شكرا لك
ليس لأنك اختطفت أجمل ما في العمر ورحلت،
وليس لأنك أشعرتني بسذاجتي، ولن أقول غبائي.
بل شكرا لأنك فتحت الباب لي لأكتشف الحياة،
فالعمر يبدأ حينما نقرر، والتجارب تعملنا أن نرى
الحياة بعيون واقعية.
لست في مرحلة سقوط، بل في مرحلة بداية.
الحياة كلها تنتظرني. الفرح يتحين لحظة احتضاني.
والزوايا المهجورة التي تركتها، غنية بالحياة،
لكنني وقتها لم أرها. لن أضيع مزيدا من العمر
في العتاب والتساؤل. سوف أعيش حياتي.
فإنني الآن قد بدأت.
همسة
كل الأخطاء والزلات تغتفر
ماعدا أننا نكتشف حقيقة الوهم
ونصر على التجاهل ونستمر.