سينما جدتي

[بالله توفيقي]

[frame="15 10"]
سينما جدتي مقرها في غرفتها في المنزل

يلتف حولها جميع أطفال البيت في لهفة

وشوق لما سيتم سرده على أذانهم المصغية ،

تتربع جدتي على سريرها تحكي الحكايا تتكئ تارة وتجلس تارة

ومن حولها من طفولة تتناغم مع حركتها بكل إبداع ،

يُطلق العنان لخيالنا الصغير فمنا من يتقمص شخصية

القائد ومن يأخذ شخصية الفقير المحتاج ، وتلك ليلي في

خيال سارة تراوغ الذيب لتصل لبيتها ، وهند تتعايش

بدموعها الرقراقه مع شخصية سويره التي تعمل كخادمة

في أبيها بعد موت أمها ، حتى أنفاس جدتي المتصاعدة

ووتيرة صوتها المجهد، يجد له حيزا في الخيال الإبداعي

كمؤثرات صوتية إنها أصوات لا ننساها ما حيينا نغم


نتعايش معه ووتر أبدع عازف يصدر من أنفاسها المتناغمة

، نتعايش مع القصة بأدق تفاصيلها بكل معاني براءة

الطفولة ، فترى حدقات الأعين تارة تتسع وأخرى تصغر ،

وأكف صغيرة تغطي الوجه خوفا، وتلك تنسحب إنسحابة

المنهزم من على العينين ببطء تترقب المفاجأة ،

وتلك التي أرهقها البكاء على حال البطلة فتوسد ذراعه

وتغرق في عالم الأحلام ،نعم نعيش كل جزء من صوتها الشجي


في مقطعنا السنمائي المركب في خيال طفولي

فتسارع الأنفاس وعلوها صوت الرياح وتلاعبها بالأغصان ،

فإن دق نبرة صوتها وارتفع فصهيل الخيل، فإذا تجشأت وغلظ


صوتها كان صوت الرعد ،وما أجمل ذلك الصوت إذا أخذت

ترطب حنجرتها المجهدة بشربة ماءأو قهوة نستشعر به خرير ماء الوادي

و ما أن تنطفئ أنوارالقصة ويسدل الستار على النهاية

حتى تبدوا في وجوه الصامدين للخاتمة ابتسامات الرضى

والإنبهار والتفاعل، وسرعان ما تقمن الأمهات لجمع

الغنائم من الأنفس البرئية التي تناثرت يمنة ويسره في سبات عميق بعد إمعان فكرهم وإجهاده


في التعايش مع القصة وحفظها بكل تفاصيلها الدقيقة وإرسالها مشفرة

إلى معالج الذاكرة الذي يحتفظ بها حتى الممات بجميع تفاصيلها

وجمال مقاطعها بلا رتوش موسيقية ولا وقفات دعائية ،

بل وتستخدم كما حفظت في الإستدلال في جلسات السمر

كفواكهة غضة طرية حفظت عبر السنيين بمادة حافظة قل

وندر وجوده في عصرنا الأ وهي محبة الكبير وتوقيره

وهيبته والألتفاف حوله لأنه كنز الأصالة وروح العطاء

وبريق الماضي ونور المستقبل ، فما أحوجنا للحنين

للماضي ونستخرج من ذاكرتنا المتخمة بالمهام والهموم

سنيما جدتي لتهذب ذواتنا وترطب مشاعرنا وترقق قلوبنا

وتحنن أفئدتنا على من كانوا سببا بعد الله لوجودنا وتكسر


شوكة الأنا في الأنفس 0فمن لايحفظ ماضيه فهو لحاضره أضيع 0


كتبته : بالله توفيقي:101:[/frame]

[حسين ابوزياد]

Align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.alraidiah.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/25.gif');border:1px solid green;"][cell="filter:;"][align=center] شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . [/align][/cell][/table1][/align]

[ياسر]

مقال جميل جدا جدا جدا

حتى من حيث الفكرة

مضمونه برائحة الحنين
لكل ماهو جميل

سينما جدتك وجداتنا كانت للتربية والتعليم وكان المجتمع حينها نقيا

وبصدق كانت ايام جميلة

وارشح سينما الجدات القديمة لمقارعة هوليود

[دانة الكون]

احلى سينما و الله
ايام و ذكريات لا تنسى
حتى قصصهن لها هدف
الله يرحم من توفت منهن و يحفظ و يعافي اللي لا زالت ع قيد الحياه

مقال رااائع جداً
سلمت يداكِ

[عبدالله عسيري]

حملني مركب الذكريات لأمس غير قريب حيث تكون الاقصوصة في حياتنا آنذاك
هي المتنفس الوحيد عندما كنا نلتحف البراءة ونحتضن العفوية ونتحملق كالقطط الصغيرة حول محدثتنا
كانت بالنسبة لطفولتنا بمثابة المذياع وكانت سينما زماننا قبل ان نعرفهابوجههاالقبيح
وكانت تلفاز كنا نسمع عنه حتى تمكنا من مشاهدته بسن المراهقة
ورغم تعاسة الحياة وضنك العيش وصعوبة المسالك كانت لنا تلك الاقصوصات بلسماً ومتنفساً


شكرالله لإستاذتناهذا الطرح الجميل

[سـَمآ ♪]

مقال رائع

الف شكرلك ع ماكتبت

[بالله توفيقي]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين ابوزياد align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.alraidiah.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/25.gif');border:1px solid green;"][cell="filter:;"][align=center] شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . [/align][/cell][/table1][/align]

شكرا لمروركم الكريم

[بالله توفيقي]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر مقال جميل جدا جدا جدا حتى من حيث الفكرة مضمونه برائحة الحنين لكل ماهو جميل سينما جدتك وجداتنا كانت للتربية والتعليم وكان المجتمع حينها نقيا وبصدق كانت ايام جميلة وارشح سينما الجدات القديمة لمقارعة هوليود

بارك الل فيكم أخانا ياسر وفعلا كان الماضي يعبق بالقيم والتربية شكرا على مروركم ومشاركتكم

[بالله توفيقي]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دانة الكون احلى سينما و الله ايام و ذكريات لا تنسى حتى قصصهن لها هدف الله يرحم من توفت منهن و يحفظ و يعافي اللي لا زالت ع قيد الحياه مقال رااائع جداً سلمت يداكِ

جزاك الله غاليتي دانة الكون ويسرني مرورك ،

والماضي جميل بكل معانيه لروعة من ُبنى فيه من قيم وأخلاق 0


نسأل الله الا نحرم أجر أجدادنا وأمهاتنا وأبائنا ولا نفتن بعدهم


ورحم الله موتانا جميعا ونسال الله أن يغفر لهم ويدخلهم فسيح جنانه

لكِ كل التقدير والإحترام

[بالله توفيقي]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله عسيري حملني مركب الذكريات لأمس غير قريب حيث تكون الاقصوصة في حياتنا آنذاك هي المتنفس الوحيد عندما كنا نلتحف البراءة ونحتضن العفوية ونتحملق كالقطط الصغيرة حول محدثتنا كانت بالنسبة لطفولتنا بمثابة المذياع وكانت سينما زماننا قبل ان نعرفهابوجههاالقبيح وكانت تلفاز كنا نسمع عنه حتى تمكنا من مشاهدته بسن المراهقة ورغم تعاسة الحياة وضنك العيش وصعوبة المسالك كانت لنا تلك الاقصوصات بلسماً ومتنفساً شكرالله لإستاذتناهذا الطرح الجميل

[align=center]

أستاذنا الفاضل مروركم تشريف لنا ، ومصدر فخر

فكما تعلموا بأن الطفولة في الماضي لها عبق الربيع

ونقاء ماء الوادي الصافي

لعدم وجود ملوثات الطفولة التي لوثت سمع الطفل بالموسيقى

منذ بداية وجود هو في بطن أمه ثم يلوث بصر الطفولة بالمرئيات من تلفاز ونت وغيرها دون رقيب ولا حسيب ، بل أصبح الوالدين


أداة تحقيق رغبات ، ففقدت الطفولة التقويم والتوجيه والتصحيح


مشى الطاووس يوما باختيال *** فقلد شكل مشيته بنوه

فقال علام تختالون؟ قالوا *** بدأت به ونحن مقلدوه

فخالف سيرك المعوج واعدل *** فإنا إن عدلت معدلوه

أما تدري أبانا كل فرع *** يجاري بالخطى من أدبوه


وينشأ ناشئالفتيان منا *** على ما كان عوده أبوه

لكم كل التقدير
[/align]