بسم الله الرحمن الرحيم
كيف نستفيد من طلاب حفظة القرآن؟ وأين مكانهم بين المدرسين الوافدين؟
مما يميز بلادنا السعودية عناية ولاتها بالقرآن الكريم, من الناحية الحسية بطباعته من خلال مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة, وكذلك من الناحية المعنوية بالتشجيع على حفظه وإتقانه وضبطه, بإقامة المسابقات العالمية والمحلية لحفظ القرآن الكريم, ولا أدلَّ على ذلك من انتشار حلقات التحفيظ التابعة للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم برئاسة الشيخ الفريان حفظه الله تعالى في جميع مساجد المملكة المباركة.
وبذلك فقد كثر بحمد الله تعالى وفضله الحفظة لكتاب الله سبحانه من الشباب والفتيات, وفي كل عام نشهد عدداً كبيراً من الحفّاظ على اختلاف أعمارهم من الشباب السعودي, مما يزيدك غبطة وانشراحاً.
وكان الفضل بعد الله تعالى يعود في جهود المخلصين باستقدام قرّاءٍ وحفّاظٍ أكقاء, خرَّجوا على أيديهم جيلاً كريماً من حفظة القرآن العظيم, من بلاد مصر, وسوريا, والأردن, والهند, وباكستان, ومن السعودية نفسها, فلهؤلاء شكرنا وتقديرنا, على ما بذلوه, ويبذلونه في تحفيظ الشباب والفتيات كتاب الله العزيز.
إلا أن المرء يستوقفه خبر أعداد الشباب والفتيات السنوي الكبير من حفظة القرآن كاملاً, أين هم في واقع التدريس والتعليم, والتحفيظ لمن يطلبه من شبابنا وفتياتنا؟ إذ إننا لا نزال نشاهد إخواننا من الوافدين إلينا من الدول العربية والإسلامية لا يزالون يمارسون التدريس مع عدد الذين تخرجوا حفّاظاً مؤهلين لنيل مرتبة التعليم, ليحوزوا فضيلة من تعلّم القرآن وعلّمه فيكونوا خيار الناس.
لا أدري ما السبب الأوحد في ذلك, هل هو ابتعاد الشباب عن هذا المنصب الكريم؟ أم هو عدم تشجيع من المسؤولين في الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن؟ أم أن المتخرجين غير مؤهلين, ولا يرقون لمنصب التعليم؟ أم أن المكافئات الشهرية غير مشجعة؟
نحن بحاجة لطرح هذه الأسئلة وغيرها على المعنيين بتحفيظ القرآن, لماذا نجد الوافدين أكثر حضوراً من شباب أهل البلد؟ مع التزايد المستمر من الحافظين لكتاب الله تعالى؟
ومع هذه التساؤلات فإني أوجه كلمةً لمن منَّ الله عليهم بحفظ القرآن الكريم, وأتقنوه حفظاً وتجويداً, أن يزكوا هذا العلم, فيبذلوه لطالبيه, ويتذكروا الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه", وليعلموا أن من علّموه آيةً من كتاب الله فأتقن تلاوتها, وحفظها, وتجويدها, أن ذلك في ميزان حسناتهم يوم يقفون بين يدي الله تعالى فيأت القرآن يشفع لهم ويدخلهم الجنة, وليتذكروا الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من سنَّ سنةً حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً".
أليس هذا فضل من الله عظيم؟ فكيف يفرط فيه صائدوا الحسنات؟.