لا تحقرن صغيراً في مخاصمة ..... إن البعوضة تدمي مقلة الأسدِ
كثيرا ما نسمع او نشاهد....بعض الاصوات التي تتباهى وتتفاخر بكثرة اعداد قبيلته او عشيرته. وتظهر تلك المسألة في أيام الانتخابات البرلمانية، عندما تغيب التنظيمات السياسية وتغيب منظمات المجتمع المدني لتحل العشيرة محل التنظيم السياسي والنقابي الذي يطرح فيها من يريد للترشح للانتخابات مشروعه وبرنامج عمله.
ويظهر الإحساس بالرضا في كثرة العدد، عندما يقارن ابن دولة أو ابن قومية عدد من ينتمي إليهم مقابل من يريد المفاخرة عليهم، المسلمون مقابل اليهود، العرب مقابل الأكراد، المصريون مقابل أبناء دولة عربية أخرى.
في هذا الوضع، ينبري أبناء القلة لصياغة مقولات تخفف من شعورهم بالحرج من قلتهم، فيقولون: الملح أقل من مكونات الطبخ ولا يصلح الطبخ بلا ملح (على افتراض أن من يتكلم يضع نفسه كجزء من مكون دوره كدور الملح بالطبخ). أو يقولون: مكان موضع مسمار سيضيع الهواء من (إطار منفوخ)، فلا تتباهوا علينا بكثرتكم فنحن كالمسمار في عجلات سيارتكم، بإمكاننا أن نعيق سيركم.
يبدو أن الالتزام بالحكمة التي لا تجعل من التفاخر بالكثرة، هو الطريق الأسلم في جميع الحالات، وليعتبر أصحاب الكثرة، فاليهود أقل من المسلمين بكثير، ولكنهم عطلوا اندفاعهم للتقدم،
وقال أحد الشعراء
لا تحقرن صغيراً في مخاصمة ..... إن البعوضة تدمي مقلة الأسدِ