حان حرماني وناداني النذيرْ ما الذي أعدّدْتُ لي قبل المسيرْ
زمني ضاع وما أنصفتني زاديَ الأولُ كالزاد الأخيرْ
ريّ عمري من أكاذيبِ المنى وطعامي من عفافٍ وضميرْ
وعلى كفِك قلبٌ ودمٌ وعلى بابِك قيدٌ وأسيرْ!
حانَ حرماني فدعني يا حبيبي هذه الجنةُ ليستْ من نصيبي
آه من دارِ نعيمٍ كلما جئتها أجتازُ جسراً من لهيبِ
وأنا إلفك في ظل الصِّبا والشباب الغضِّ والعمرِ القشيبِ
أنزلُ الربوةَ ضيفاً عابراً ثم أمضي عنك كالطيرِ الغريبِ
لِمَ يا هاجرُ أصبحتَ رحيما والحنانُ الجمُّ والرقةُ فيما؟!
لِم تسقينيَ من شهدِ الرضا وتلاقيني عطوفاً وكريما
كلُّ شيء صار مرّاً في فمي بعدما أصبحتُ بالدنيا عليما
آه من يأخذُ عمري كلَّه ويعيدْ الطفلَ والجهلَ القديما!