القيم الحميدة مرشدتي
يدهشني للغاية كرم الغفار الغافر الغفور جل جلاله مع عباده المستغفرين، بمجرد أن يحسنوا التوجه إليه بالإنابة، يغمرهم بمغفرته ورضاه سبحانه وتعالى علوا كبيرا. نفعني ورفعني للغاية كلام الله العظيم جل جلاله في القرآن الكريم، محكم السبك، غزير المعنى، قوي البنيان، مسعد للإنسان، منجح للأوطان، مدخل للجنان.
تواضع النبي الأمي العربي
يعلمني تواضـع النبي الأمي العربي الكريم الحليم عليه الصلاة والسلام، في كل حياته الشريفة، تواضَع فقيرا، وتواضَع غنيا، تواضَع مقاتلا، وتواضَع منتصرا بعد أن دانت له الممالك وانطوى تحت ملكه معظم العالم القديم. أثار محبتي واستغرابي أبو بكر رضي الله عنه، بصدقه، ثم بتصديقه، ثم بنزوله عن كل ما يملك لدين مالك الملك جل وعز. من دون أن يراجع حبيبه عليه الصلاة والسلام في أمر الإسراء والمعراج، قال للمشككين:
إن كان قد قال فقد صدق.
أدهشني عمر رضي الله عنه، بحلمه، وبقوته في الحق، وبقدرته العالية على الإنصاف، أدهشني لندرته، ولم يدهشني للمدرسة المحمدية الرائعة التي تخرج فيها، والتي ليس غريبا عنها إخراج العظائم والمكارم والمفاخر.
الكرم والحياء والبلاغة والإحسان
أعجبني عثمان بن عفان رضي الله عنه، بتجهيزه جيش العسرة، وبكرمه اللامتناهي قبل وبعد هذا التجهيز، وبحيائه الشديد الذي بسببه حتى الملائكة أصبحت تستحيي منه.
سلب لبي وافتخاري علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، إمـام البلاغة والإحسان والعرفان بقولــه العلمي العملي العمــيق:
دواؤك فيك وما تشعـر
وداؤك منـــــك فــــلا تبصـــر
أتزعم أنك جرمٌ صغـير
وفيك انطوى العالـم الأكبر
عالم عارف كهذا لن يصعب عليه اقتلاع باب حصن خيبر.
أعجبني عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه وأرضاه، في كل كلمة قالها، وفي كل فعل فعله، وفي كل دمعة بكاها من خشية مولاه، وفي كل نفحة عطر أخلاقي راق فاح عطرها بسببه في العالم الإسلامي، بل في كل العالم:
إن يصلح الراعي ويتقي ربه
تخشى الذئاب ربوعه وحماه
وعندما هجم أحد الذئاب على شاة فأكلها، قالوا: والله نحسب أن عمر بن عبد العزيز قد مات، ذهبوا تأكدوا فوجدوا أنه قد تم تسميمه، ثم مات، بعد أن أمر بمسامحة من سممه، ورد أجرة هذا الاغتيال إلى بيت مال المسلمين.
الصبر على المكاره
أعجبني صبر ابن تيمية، وقوته في قول الحق والمدافعة عن الصواب، وعدم لينه في مجابهة الانحرافات، وعدم خشيته في الدين لومة لائم.
أعجبني حسن التلمذة عند ابن القيم، ومنافحته عن أستاذه، وصبره على المكــاره، وتواضعه الجم، وتصنيفه للكثير من المفاهيــم العلمية بطريقة مبسطة.
أعجبني الإمام محمد متولي الشعراوي، بموسوعيته الكبيرة، وبغزارة أخلاقه الفاضلة التي أكسبته محبة ملايين القلوب، وبتواضعه الدائم، وبانصرافه نهائيا عن النزاع الذي كان قائما بين الطوائف والمذاهــب والتيــارات والأديان.
أعجبني كل زوج لا يضرب زوجتــه تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي (ما ضرب امرأة قط) صحيح مسلم 2823.
أعجبني تصرف كل زوجة تصبر على زوجها ولا تحيجه أن يفــكر في ضربها لا بالكلمات ولا باللكمات.