بين الركام
أهداها سلسالا وأوصاها عليه .. هي الرافضة لوصايا الذكريات العتيقة .. وذهب لإجابة الوطن جنديا ..
فاحتفظت بالسلسال في قلبها معلقا يزدان بعنقها ويلمع حبا كيفما اتجهت .. تنام به رغم رفضها لأي أداة زينة حين النوم .. فقتلها السلسال خنقا .. وحين وصله الخبر جنّ هاذيا :
تلك التي عشقت فيّ الثورة والوطن .. قتلتها الثورة خيانة وقتلها الوطن غربة ..
تلك التي وثقت فيّ .. قتلتها بيديّ !
قتلتها .. وأنا أعلم أي موت يأتي به الحب ..
لمن سأحرر أرضنا بعدك .. وأنت كل الشعب والتراب ..
بل كيف لي ذلك .. وأنت لي الأسباب ..
كيف خنتك .. كيف اغتلت النخيل ومزقت بعشقي العنّاب ..
رفضتِ الذكرى إلا لي .. خفتِ الموت إلا بي ..
ماذا يليق بانتصار الوطن غير ابتسامتك .. ومن يبارك له الحرية غير رضاك ..؟!
عودي نموت سوية بين الرصاص .. عودي نموت كلوحة ما كمّلها قلم الرصاص ..
عودي تضئ قلادة .. توجّه عابريّ الحرب وتائهيّ الحب ..
عودي .. لاكانت الأوطان بعدك .. عجَما ولا عُرب ..
و لا كنت أنا ..
أي ويلٍ صيّرتني إليه قبل الموت .. وإيّ جنة تنتظرني بعده .. لديكِ ..
ثمّ توشّح طيفها .. ومضى لمقاتلة عدوّ الوطن علّه يلقى مصرعه على يد أحدهم في أقرب فرصة .. كي يلحقها إلى الجنّة ..
حينما يكون الموت وسيلة لقاء !