ثانياً:
إلزام الطفل بالاستجابة لقواعد تهذيب السلوك التي تم وضعها: فمن المهم أن يعتاد الطفل الاستجابة بصورة لائقة إلى توجيهات والديه قبلدخوله المدرسة بفترة طويلة، ومن هذه التوجيهات: جلوسه في مقعد السيارة، وعدمضرب الأطفال الآخرين، وأن يكون مستعداً لمغادرة المنزل في الوقت المحددصباحاً، أو عند الذهاب إلى الفراش.. وهكذا، وهذه النظم التي يضعها الكبارليست محل نقاش للطفل، إذا كان الأمر لا يحتمل ذلك.
غير أن هناك بعض الأمورالتي يمكن أن يؤخذ فيها رأي الطفل، منها: أي الأطعمة يأكل؛ وأي الكتب يقرأ؛وماذا يريد أن يلعب؛ وماذا يرتدي من الملابس... واجعلي الطفل يميّز بينالأشياء التي يكون مخيّراً فيها وبين قواعد السلوك المحددة التي ليس فيهامجال للاختيار.
ثالثاً:
التمييزبين احتياجات الطفل ورغباته: فقد يبكي الطفل إحساساً بالألم أو الجوع أوالخوف، وفي هذه الحالات يجب الاستجابة له في الحال. أما بكاؤه لأسباب أخرىفلن يسبب أية أضرار له، وفي العادة يرتبط بكاء الطفل برغباته وأهوائه،والبكاء حالة طبيعية نتيجة حدوث تغير أو إحباط للطفل، وقد يكون البكاء جزءاًمن نوبات الغضب الحادة فتجاهليه ولا تعاقبيه؛ وإنما أخبريه أنه طفل كثيرالبكاء، وعليه أن يكفعن ذلك.
وعلى الرغم من أنه لا يجوز تجاهل مشاعرالطفل، فإنه يجب ألاّ تتأثري ببكائه، ولكي تعوضي الطفل تجاهلك له عند بكائه،ضمّيه وعانقيه ووفّري له الأنشطة الممتعة في الوقت الذي لا يبكي فيه أو لايكون غاضباً. وهناك بعض الأحيان التي يجب أن تتجنبي فيها الاهتمام بالطفل أوملاعبته مؤقتأً؛ كي تساعديه على تعلم شيء مهم (مثل توقفه عن جذبقرطك).
رابعاً:
لا تسمحي لنوباتالغضب عند الطفل بالتأثير عليك: فالطفل أحياناً تنتابه نوبات غضب حادة كييجذب انتباهك، أو لكي يثنيك عن عزيمتك وتغيري رأيك، ومن ثم يحصل على ما يريد،وقد تكون نوبات الغضب على شكل نُواح أو تذمّر أو شكوى أو بكاء أو كتم النفس،أو أن يرتطم الطفل بالأرض، وما دام أن الطفل يبقى في مكان واحد، وليس متوتراًبدرجة كبيرة، وليس في وضع يعرضه للأذى، فأهمليه أثناء هذه النوبات، ومهما كانالأمر يجب ألا تستسلمي لنوبات غضبه.
خامساً:
لا تغفَلي عن التهذيب حتى في وقت المتعةوالمرح: إذا كان كلا الوالدين يعملان فربما يرغبان في قضاء جزء من المساءبصحبة الطفل، وهذا الوقت الخاص يجب أن يكون ممتعاً، ولكن ليس معنى هذا أنيتهاونا في تطبيق قواعد التهذيب، فإذا أساء الطفل السلوك يجب تذكيره بالحدودالتي عليه التزامها.
سادساً:
استشيري طفلك بعد الرابعة من عمره: لاتتحدثي كثيراً عن قواعد السلوك مع الطفل إذا كان عمره عامين؛ فالأطفال في هذهالسن لا يتقيدون بهذه القواعد، أما عندما يبلغ أربع أو خمس سنوات من العمرفيمكنك أن تبدئي بشرح الموضوعات التي تتعلق بتهذيب السلوك، وإن كان مازاليفتقر إلى فهم هذه القواعد، فعليك إفهامه ومحاولة إقناعه، لا سيما قبل دخولهالمدرسة الابتدائية، أما عندما يبلغ الطفلسن المراهقة - من أربعة عشر عاماًإلى ستة عشر عاماً - فيمكن مناقشته كشخص بالغ، وفي تلك المرحلة يمكنك أنتسأليه عن رأيه في أي من هذه القواعد والعقوبات.