لم تمر سوى أيام قليلة على عودة اللاعب الكاميروني الدولي صامويل إيتو مهاجم برشلونة الاسباني سوى أيام قليلة إلى الملاعب بعد التماثل للشفاء من الاصابة التي أبعدته عن الملاعب طويلا لكنه دخل وبأسرع مما يتصوره الجميع إلى بؤرة الجدل مجددا.
رفض إيتو الانصياع لتعليمات مديره الفني الهولندي فرانك ريكارد وأبى المشاركة في الدقائق الاخيرة من مباراة الفريق أمام ريسينج سانتاندر في الدوري الاسباني لكرة القدم أمس الاول الاحد ليضيف بذلك إلى صفاته سمة جديدة حيث يتسم اللاعب بالقدرة الفائقة على تسجيل الاهداف وروح الثأر والتمرد والسلوك العنيف وعدم ضبط النفس.
وألقى تصرف إيتو أمس الاول الاحد بظلاله على احتفالات برشلونة بالفوز 2/صفر على سانتاندر والذي عزز موقع الفريق في صدارة جدول المسابقة بالاضافة للعرض العبقري الذي قدمه نجم الفريق البرازيلي الدولي رونالدينيو وعودة اللاعب الارجنتيني الشاب ليونيل ميسي إلى صفوف الفريق بعد التماثل للشفاء من الاصابة.
ورغم ذلك أفسد إيتو كل ذلك قبل خمس دقائق فقط من نهاية المباراة حيث رفض تنفيذ تعليمات مدربه ريكارد بالمشاركة كبديل في آخر خمس دقائق من المباراة.
وتوالت التفسيرات واحدا تلو الاخر بعد هذا التصرف من إيتو حيث فسره البعض بأنه نابع من الغيرة خاصة بعد الاستقبال الحار من الجماهير للنجم الارجنتيني الشاب ميسي.
أما التفسير الاخر فهو شعور اللاعب بخيبة أمل لان ريكارد اعتزم الدفع به لمدة خمس دقائق فقط.
ورغم ذلك يتفق الجميع على أن إيتو ارتكب خطأ كبيرا.
وذكرت صحيفة "اس" الاسبانية الرياضية "من المحتمل جدا أن التصرف السيئ من جانب إيتو كان رد فعل على التألق الرائع لرونالدينيو في المباراة حيث أصابت إشادة المشجعين في استاد "كامب نو" برونالدينيو الكثير من اللاعبين بالصدمة ولكنها كانت أمرا محتوما.
واختار اللاعب نفسه الهدوء حيث فضل التدريب في صالة اللياقة البدنية (الجمانيزيوم) بعيدا عن زملائه.
وغادر إيتو الملعب دون أن يعطي تفسيرا إلى مدربه أو زملائه أو الصحافة أو المشجعين.
والحقيقة أن المهاجم المتهور الذي احتفل حديثا بعيد ميلاده الخامس والعشرين له تاريخ مثير للجدل.
ففي موسم 2000/2001 على سبيل المثال دخل اللاعب في نقاش حاد مع المدرب الاسباني الكبير لويس أراجونيس مديره الفني في ناديه السابق ريال مايوركا بعدما جذب أراجونيس اللاعب من قميص اللعب أثناء جلوسه على مقاعد البدلاء وصاح في وجهه.
ويرتبط الاثنان حاليا بصداقة وطيدة علما بأن أراجونيس يعمل حاليا مديرا فنيا للمنتخب الاسباني.
وانتقل إيتو إلى برشلونة في عام 2004 ونجح في موسمه الاول مع الفريق في الفوز بلقب الدوري الاسباني للمرة الاولى في مسيرته كلاعب.
وفي أيار/مايو احتفل اللاعب بفوز فريقه باللقب بطريقة أثارت الجدل لدى البعض والغضب لدى البعض الاخر خاصة وأنه وجه بعض الكلمات المشينة إلى فريق ريال مدريد واضطر اللاعب لاعلان اعتذاره عن هذا التصرف في النهاية.
وبذل إيتو بطريقته بعض المحاولات للعودة إلى صفوف ريال مدريد الذي تعاقد معه وجلبه على الدوري الاسباني في بداية عهده بالدوري الاسباني.
ولكن الامر لم يتوقف في الموسم الحالي عند السلوك المزاجي العنيف لايتو بل أعلن اللاعب بالتفاصيل استياءه وغضبه من بعض زملائه بالفريق وألقى باللوم عليهم لعدم مساعدتهم له في محاولاته لتسجيل الاهداف واعتلاء صدارة قائمة هدافي الدوري الاسباني.
وترددت شائعة حول أن كارلوس بيويل قائد الفريق قبض على عنقه وطالبه باحترام زملائه في الفريق.
ومن بين المواقف المثيرة للجدل من جانب إيتو أن اللاعب تسبب في إيقاف مباراة فريقه أمام ريال سرقسطة في شباط/فبراير 2006 بسبب سماع بعض الاهانات العنصرية التي وجهتها الجماهير إليه من المدرجات.
وهدد إيتو وقتها بمغادرة الملعب لكنه ظل في الملعب في النهاية بعد أن أقنعه زملاؤه بالبقاء.
ولم يخل الموسم الحالي من هذا الجدل حيث توج برشلونة بلقب كأس السوبر الاسباني قبل بداية فعاليات الدوري لهذا الموسم مباشرة وذلك بعد الفوز على اسبانيول.
ولكن إيتو الذي استبدل في الشوط الثاني من المباراة لصالح زميله المهاجم الايسلندي إيدور جودجونسون غادر الملعب ولم يحتفل مع باقي أعضاء الفريق بهذا الفوز مما دفع الكثيرين إلى انتقاده.
وأصيب إيتو بتمزق في الرباط الصليبي في 27 أيلول/سبتمبر ليبتعد عن الملاعب لعدة شهور قبل أن يعود للمشاركة مع الفريق في الرابع من شباط/فبراير الحالي حيث لعب خمس دقائق فقط في المباراة أمام أوساسونا الاسبوع الماضي.
وبرر خوان لابورتا رئيس نادي برشلونة تصرف اللاعب في مباراته أمام سانتاندر قائلا إنه "لاعب يريد أن يلعب ليشعر بالسعادة."
ويرى آخرون ومنهم صحيفة "سبورت" الرياضية أن ريكارد يجب أن يحل هذه الازمة بشكل خاص.
وذكرت الصحيفة "من الواضح أنه (ريكارد) يريد اعتذارا من إيتو ولكن أفضل شيء هو غسل الملابس القذرة في المنزل لحاجة برشلونة إلى الاستقرار والهدوء واختفاء مثل هذه المشاكل."
وكانت مفاجأة بالفعل أن يعلن ريكارد هذه الواقعة في مؤتمر صحفي عقب المباراة. إنه سلوك غير معتاد من مثل هذا المدرب الحذر.
ورغم ذلك فإنها ليست المرة الاولى التي يرى فيها ريكارد هذا السلوك من قبل إيتو وربما يكون الوضع قد فاق كل الحدود.