أصبح سالم سميرات، البالغ من العمر 47 عاما، من سكان بلدة بيت فجار، مطلوبا لإلقاء الكلمات والخطابات في مناسبات مختلفة، ليس كونه مسؤولا تنظيميا أو إداريا أو يحمل لقبا على مستوى عال، بل لأنه يشبه الرئيس الراحل ياسر عرفات، والاهم من ذلك انه يتقن كيفية لباسه العسكري ولبس الكوفيتين اللتان اعتاد الرئيس عرفات على لبسهما بطريقة متقنة.
بدأت الحكاية مع هذا الرجل عندما فاجأ جمع من كادرات حركة فتح كانت تشارك في مؤتمر تنظيمي لقرى الريف الجنوبي بمحافظة بيت لحم، حينما وصل بمعية عدد من أصدقائه عبر سيارة ليترجل منها ويدخل القاعة، ويفاجأ الحضور جميعهم حيث قلد الرئيس عرفات في لباسه وفي كيفية سيره بين الجمهور إلى حد بعيد، حسب ما قاله العديد من الحضور، حيث وضع على رأسه الكوفية والعقال، ولف عنقه بكوفية أخرى، ولبس اللباس العسكري ودخل ليجلس على احد المقاعد بين الجمهور الذي صفق وبشكل تلقائي.
اللواء صلاح التعمري، محافظ بيت لحم والذي كان من بين المدعوين لحضور المؤتمر، قال في تصريح لشبكة فلسطين الاخبارية، أن الظاهرة حازت على اهتمام الجميع وحركت بداخلهم مشاعر جياشة افتقدت الرئيس الشهيد ياسر عرفات في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها ليس حركة فتح وحسب، بل القضية الفلسطينية برمتها، حيث كان الرئيس ياسر عرفات - رحمه الله - رجل المهمات الصعبة ويواجه كل العراقيل وكل الصعاب وكل المؤامرات بكثير من النجاحات والقليل من الخسائر، ولهذا افتقده أبناء الحركة وأبناء الشعب الفلسطيني، ولم يكن الشاب الذي قلد الرئيس عرفات ليقوم بذلك من باب التسلية، بل كان يقصد بذلك تذكير الجميعبأننا بحاجة لهذا لرئيس وشخصيته الحكيمة وعقله الخارق.
الشاب المشار إليه أقدم على ذلك ليفاجئ أبناء الحركة من جهة، وليقول لهم بوضوح :" إنني محتج على أوضاع الحركة "، كما قال احد أصدقائه الذي أوضح أن ذلك تعمق لدى اختتام اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح والتي عقدت اجتماعا له في عمان الأسبوع الماضي دون أن تخرج بموعد نهائي لمؤتمر الحركة السادس الذي أصبح مطلبا فتحاويا عاما لتصحيح أوضاع الحركة، حيث أكد المحافظ التعمري، والذي يشغل أيضا عضوا في المجلس الثوري للحركة والذي يشكل حلقة الوصل بين اللجنة المركزية والمؤتمر العام، أن أبناء الحركة مصممون على المضي نحو عقد المؤتمر العام رغم عدم تحديد موعده من قبل اللجنة المركزية، مقرا بان اجتماع اللجنة المركزية الأخير وبقراراتها المختلفة أحدثت إحباطا لدى قاعدة عريضة من أبناء الحركة الذي أملوا أن تكون القرارات أكثر تحديدا من الناحية التنظيمية للمضي بإصلاح الحركة.
ومنذ تلك الحادثة التي وقعت في الأول من أيلول الماضي، أصبح هذا الرجل - وهو فتحاوي قاعدي كغيره من عشرات الآلاف- محط أنظار العديد من الأعضاء والكوادر في الحركة، حيث وجهت له العديد من الدعوات للمشاركة في فعاليات تقيمها حركة فتح في محافظة بيت لحم والتي كان آخرها احتفال في جامعة بيت لحم إقامته حركة الشبيبة الفتحاوية بمناسبة الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس أبو عمار، والذكرى الثامنة عشرة لإحياء ذكرى الاستقلال، حيث طلب منه أن يلقي بيان الاستقلال بهذه المناسبة، فصعد على منصة الاحتفال وهو يرتدي ملابس عسكرية كالملابس التي كان يرتديها الرئيس الشهيد، وكذلك الكوفيتين والعقال وسط تصفيق الحضور والذي بالفعل ذكره ذلك بالرئيس الراحل، حسب ما قاله العديد منهم.
المصور الصحفي موسى الشاعر، والذي حضر الاحتفال قال أن الرجل أصبح مشهورا في صفوف أبناء فتح بعد لفتته التي طبقها في المؤتمر الحركي، ومنذ ذلك الوقت أصبح يطلق عليه " أبو عمار"، مشيرا الى انه وخلال احتفال جامعة بيت لحم، كان بالفعل يشبه الرئيس عرفات على حد كبير، ولا شك فان التعاطف معه كان كبيرا وذلك لأنه يذكرنا بأبي عمار من جهة، ومن الجهة الأخرى يعكس مدى توق واشتياق الجماهير لقائدها ورمزها، حسب الشاعر الذي بين انه وخلال إلقاء إعلان الاستقلال من قبل سميرات، قوطعت الكلمة من قبل الحضور عدة مرات.
احد أعضاء الحركة عبر عن اعتقاده بان قاعدة الحركة هم من الأغلبية الصامتة والمغمورة، ولكل شخص منهم طاقات وهوايات وكفاءات وقدرات كتلك التي برزت لدى الأخ سميرات، " ولكن للأسف الشديد، فان إهمال مثل هذه الطاقات لازال سائدا ولا بد من سياسة جديدة لدى قيادة فتح من اجل استنهاض هذه الطاقات واستغلالها لضخ الدماء الشابة والحيوية من جديد، ولن يحصل ذلك إلا بقرار قيادي وبعمل جدي "، حسبما قال.[/grade]