الحُلْمُ في لحْظةِ الحقيقة
رأيْتُكِ: لَمْ تَجْمعي مِنْ جبالِ انْبهاري الشريداتِ بَعْضَ الحَطَبْ
و لَمْ تُوقِدي في فؤادي اللّهيبَ، و لَمْ تَنْفُخي في أجيجِ اللّهَبْ
و في مُقْلَتيكِ بَحَثْتُ طويلا، فَلَمْ تَحْوِنِي جَنَّةٌ مِنْ ذَهَبْ
و لَمْ أَرَ وجْهَكِ دُنيا الأماني، و لَمْ أَرَ ثَغْرَكِ حَكْيَ العَجَبْ
و لا صَمْتَكِ المُسْتكينَ السّماءَ، و لا حُزْنَكِ المُسْتَطيرَ السُّحُبْ
و لا لَحْظةً في اللقاءِ زمانًا، و لا همْسةً أُغْنياتِ الحِقَبْ
فقطْ: لحْظةٌ مِنْ خُشوعٍ ثَقيلٍ، و سُخْريَةٌ فوقَ ثَغْرِ الأَرَبْ
و حُلْمٌ عَجوزٌ يَعيثُ سُّعالا، زَرِيُّ المَدَى، ساقُه مِنْ خَشَبْ
فأنتِ ـ كما كُنْتِ دومًا ـ فتاةٌ بحُسْنٍ قديمِ السَّنا مُقْتَضَبْ
و لنْ تَرْجعي قصّةً مِنْ خيالي، و لنْ تَحْملي بَعْدُ ذَاكِ اللَّقَبْ
لقدْ كفَّ عنّي فؤادي الكفيفُ، و أَسْقطَ أشْعارَه في الهَرَبْ
و أصْبحْتُ أفْهمُ معنى الحياةِ ـ الحياةِ على الأرْضِ لا في الكُتُبْ
فلا السِّحْرُ في شَفتيكِ، و لا الكونُ في مُقْلتيكِ و لاتَ عَقِبْ
و لا الليلُ شطُّ عِناقِ يَدَيْنا، و لا الفَجْرُ في القارِبِ المُقْتَرِبْ
و لا العُمْرُ في ... دُعَّ عنّي الكلامَ، توَلَّى الخَيَالُ المَريضُ و تَبْ لقـدْ بانَ مَعْـنى الهَـوَى عَـنْ كَثَـبْ