° البهائيه :
° كان الباب قد عين لخلافته اخوين من نبلاء الفرس هما ابنين لاحــــــد الوزراء . هما : ميرزا يحي علي نوري . وميرزا حسين علي نــــــوري . وكان لقب الاول صبح ازل ولقب الثاني هو بهاء الله . ولد بهاء الله فــــي
نوفمبر 1817 في اقليم مازندران . في سن الثلاثين اعتنق البابيه وذاع
صيته لبلاغته وثقافته الواسعه . واستمرت حركة البابيه وبهاء الله مـن المع زعمائها كفرقه سريه تعمل في الخفاء بعيد عن اعين الدولـــــــة الــى ان وقعت محاولة اغتيال شاه ايران نصير الدين اغسطس 1852 واتهمت بها البابيه فقبض على مغظم اتباعها ومن بينهم الاخويــــــن . ونجح احد اقاربهما وكان وزيرا في الابقاء على حياتهما وتم ابعادهمــــا الى بغداد . وهناك اعلن بهاء الله عام 1863 وسط جماعه صغيره مــن البابيه انه المهدي الذي بشر به الباب . واصبحت بغداد مركزا لنشـــاط الحركة البابيه . وامتد نشاطها ثانية الى ايران . حينها طلبت ايران مــن سلطان تركيا الذي تتبعه العراق ابعاد هذين الاخوين واتباعهما عــــــن حدودها . واستجاب السلطان وابعدهما الى اسطمبول حيث مكثوا عدة
شهور ثم رحلوا الى ادرنه عام 1864 والتي يطلق عليها اتباع بهاء الــله
بلاد الاسرار وماكاد الاخوين يستقران في تلك المدينه حتى احتــــــدم الصراع بينهما حول خلافة الباب . وانقسمت بالتالي البابيه الـــــــــــى قسمين قسم بهاء الله وهو الاكثر عددا واخر يتبع صبح ازال الذي كـان الباب قد اوصى له بالخلافة البابيه . وهناك اجماع بين المؤرخين يكـــاد يكون تاما ان الباب استخلف الميرزا يحي قبل قتله بمده على ان يكون البهاء وكيلا له من واجبه حماية الخليفه . وكانت حماية الخليفه تتمثـل في حجبه واخفائه عن اعين الاعداء تمسكا بتقليد شيعي قديم هــــو تقليد التقيه . وقد اتقن البهاء الدور حينا فكان يخاطب الناس نيابة عـــن اخيه . وعندما ادرك اخيه ان البهاء يخطط للاستيلاء على الخلافـــــــــة انفصلا.وحدثت المواجهة .
° بعدها لقب الميرزا حسين نفسه ب " اشان " وهو لقب يتخذه مشايخ
وزعماء الطائفة التركمانيه في تركستان . ثم تلقب بالذكر وهو اللقــــب نفسه الذي اتخذه من قبل الباب . ثم بالطلعة المباركه ثم بالجمـــــــال المبارك ثم بجمال القدم والحق , واخيرا ببهاء الله وهذا التعبير ماخــوذ من دعاء يتلوه بعض المسلمين في اوقات السحر من شهر رمضــــان حيث يقولون " اللهم اني أسالك من بهائك بابهاء وكل بهائك بهــــــي , اللهم اني أسالك ببهائك كله " وهكذا انقسمت البابيه الى بهائيــــــــه وازليه . وعندما تجاوز الصراع بينهما حدوده بدس كل منهما الســـــــم للاخر في الطعام . ونعت صبح ازل اخاه البهاء في الالواح بالعجل بينما نعت بهاء اخاه في الاقدس بالكافر .
° وانتهى الصراع بان ضاقت الحكومة التركية بهما فابعدت صبـــــح ازل الى قبرص . وبهاء وسبعين من اتباعه الى عكا . عام 1868 واصبـــحت تلك المدينة مقرا للبهائيه ومكانا مقدس لهم . وهناك اعلن على المــلا دعوته وحقيقة شخصه وانكر كل ماكان الباب يدعيه . وزعم انه شجرة
المعارف الالهية والموجود الذي يجسد الجوهر الالهي وانه روح الــــله وهو الذي بعث بالانبياء والرسل . وهو الذي اوحى بالاديان وزعـــــم ان الباب لم يكن الا نبيا كل دوره التبشير بظهوره هو . او حسب عبارتـــــه
" كان الباب هو القائم بينما هو القيوم " الذي سيظل ويبقى فهو الـذي قال عنه الباب " سيظهر في يوم من الايام من هو اعظم مني " وبــذا لم يعد مذهب بهاء الله بعد هذه التعديلات الجوهرية امتداد للبابيه بـــل اصبح عقيدة جديده . واذا كانت الشيعة الاماميه قد تمسكوا باهــــداب الاسلام فلم يعطوا للامام سلطة الاتيان بشرع جديد فان البابيه وتلتـها البهائية لم تقيما وزنا لحدود الاسلام فذهبتا باراء الشيعة الى نهايتهــــا القصوى . فلم يعد الباب او بهاء الله نائبين عن الامام المستور او حتـى لم يعد هذا الامام المنتظر ذاته بل ادعى كل منهما انه صاحب ديــــــن جديد فخرجا بذلك عن الاسلام تماما .
° توفي بهاء الله في عكا 28 مايو 1812 ودفن فيها . وترك ورائه كتـــب اهمها الاقدس الذي يحوي كل مفاهيم مذهبه وكل تشريعاته . وهــــو مكتوب باللغة العربية واسلوبه افضل واوضح من اسلوب الباب . وقـــد سماه الاقدس لانه يراه " هذا المرتد " اقدس من التوراة والانجيـــــــل والقرآن . وله كتاب اخر يسمى " ايقان " يعالج فيه دور الانبيـــــــــــــاء ومفاهيم البعث والحساب التي لاتختلف كثرا عن مفاهيم الباب . ولـــه ايضا كتاب " كلمات مكنونه " مترجم الى الفرنسيه . وهى مجموعــــة من الرسائل . وله كتاب " الهيكل " وهو بالغتين العربيه والفارسيـــــه . وكذلك كتاب " اشراقات " وكذا " الالواح " وله ايضا " الاساس الاعظم "
وقصيدة سماها " ورقائيه " والجدير بالذكر ان كل كتبه ترجمة الــــــى الانجليزية والفرنسية . الا الاقدس الذي لم يترجم الى لغة اخرى .
° الى لقاء مع الحلقة الخامسه .