للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 179
" لا طاعة لأحد في معصية الله تبارك وتعالى " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 297 :
رواه أحمد ( 5 / 66 ) عن عبد الله بن الصامت قال : " أراد زياد أن يبعث عمران بن حصين على خراسان , فأبى عليهم , فقال له أصحابه : أتركت خراسان أن تكون عليها ? قال : فقال إني والله ما يسرني أن أصلى بحرها وتصلون ببردها وإني أخاف إذا كنت في نحور العدو أن يأتيني كتاب من زياد , فإن أنا مضيت هلكت , وإن رجعت ضربت عنقي , قال : فأراد الحكم بن عمرو الغفاري عليها , قال : فانقاد لأمره , قال : فقال عمران : ألا أحد يدعو لي الحكم ? قال : فانطلق الرسول , قال : فأقبل الحكم إليه , قال : فدخل عليه , قال : فقال عمران للحكم : أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( فذكره ) قال : نعم قال عمران : لله الحمد أو الله أكبر " .
قلت : وإسناده صحيح على شرط مسلم , وقواه الحافظ في " الفتح " ( 13 / 109 ) وروى الطبراني في " الكبير " ( 1 / 154 / 2 ) المرفوع منه فقط بهذا اللفظ .
وله طريق أخرى عند الطيالسي ( 856 ) وأحمد ( 4 / 432 , 5 / 66 ) والطبراني ( 155 / 1 ) من طرق عن محمد قال : " جاء رجل إلى عمران بن حصين ونحن عنده , فقال : استعمل الحكم بن عمرو الغفاري على خراسان , فتمناه عمران حتى قال له رجل من القوم ألا ندعو لك ? فقال له : لا ثم قام عمران , فلقيه بين الناس فقال عمران : إنك قد وليت أمراً من أمر المسلمين عظيماً , ثم أمره ونهاه ووعظه , ثم قال : هل تذكر يوم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا طاعة لمخلوق في معصية الله تبارك وتعالى " ? قال الحكم : نعم , قال عمران : الله أكبر " .
وفي رواية لأحمد عن محمد : " أنبئت أن عمران بن حصين قال للحكم الغفاري - وكلاهما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل تعلم يوم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا طاعة في معصية الله تبارك وتعالى ? قال : نعم , قال : الله أكبر , الله أكبر " .
ورجاله ثقات رجال الشيخين لكنه منقطع بين محمد وهو ابن سيرين وبين عمران كما هو صريح الرواية الثانية .
ثم أخرجه أحمد والطبراني والحاكم ( 3 / 443 ) من طريقين عن الحسن : " أن زيادا استعمل الحكم الغفاري على جيش فأتاه عمران بن حصين فلقيه بين الناس فقال : أتدري لم جئتك ? فقال له " لم ? قال : هل تذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قال أميره قع في النار ! " فقام الرجل ليقع فيها " فأدرك فاحتبس , فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : لو وقع فيها لدخلا النار جميعاً , لا طاعة في معصية الله تبارك وتعالى ? قال : قال : إنما أردت أن أذكرك هذا الحديث " .
وقال الحاكم : " صحيح الإسناد " . ووافقه الذهبي .
قلت : وهو كما قالا إن كان الحسن - وهو البصري - سمعه من عمران فقد كان مدلساً وقال الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 226 ) بعد أن ساقه من طريق عبد الله بن الصامت , وطريق الحسن هذه : " رواه أحمد بألفاظ , والطبراني باختصار , وفي بعض طرقه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق , ورجال أحمد رجال الصحيح " .
وللمرفوع منه طريق أخرى مختصراً بلفظ : " لا طاعة في معصية الله تبارك وتعالى "