للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 182
" إذا زار أحدكم أخاه فجلس عنده , فلا يقومن حتى يستأذنه " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 304 :
رواه أبو الشيخ في " تاريخ أصبهان " ( 113 ) : حدثنا إسحق بن محمد ابن حكيم قال : حدثنا يحيى بن واقد قال : حدثنا ابن أبي غنية قال : حدثنا أبي قال : حدثنا جبلة بن سحيم عن # ابن عمر # قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا سند صحيح , رجاله كلهم ثقات معرفون .
أما جبلة بن سحيم فهو ثقة أخرج له البخاري في " الأدب المفرد " .
وابن أبي غنية فهو يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية , فهو ثقة من رجال الشيخين , وكذا أبوه عبد الملك .
وأما يحيى بن واقد , فترجمه أبو الشيخ فقال : " كان رأساً في النحو والعربية , كثير الحديث . وقال إبراهيم بن أرومة : يحيى من الثقات , وذكر أن مولده سنة خمس وستين , خلافة المهدي . ومن حسان حديثه .. " .
قلت : ثم ساق له ثلاثة أحاديث هذا أولها .
وأما إسحاق بن محمد بن حكيم , فهو إسحاق بن محمد بن إبراهيم بن حكيم قال أبو الشيخ ( 267 ) : " شيخ صدوق من أهل الأدب والمعرفة بالحديث , عنده كتب أبي عبيدة وعبد الرزاق .. كثير الحديث . وكان صدوقاً ثقة , لا يحدث إلا من كتابه . توفي سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة " .
قلت : ومن العجائب أن هذا الحديث مما فات السيوطي في " الجامع الكبير " فلم يورده فيه , بينما هو ذكره في " الجامع الصغير " من رواية الديلمي عن ابن عمر , فكأنه استدركه فيه , ولكنه فاته هذا المصدر العالي وهو " تاريخ أصبهان " كما فات ذلك شارحه المناوي أيضاً وقال معللاً سند الديلمي : " وفيه من لا يعرف " .
قلت : فإما أن يكون إسناد الديلمي غير إسناد أبي الشيخ , وأما أن يكون هو هذا ولكن خفي عليه بعض رواته لأنهم لم يترجموا في غير هذا " التاريخ " , وهو الذي أرجحه . والله أعلم .
وبالجملة فهذا الحديث من الفوائد العزيزة التي لا تراها في كتاب بهذا الإسناد والتحقيق . فلله الحمد , وهو ولي التوفيق .
وفي الحديث تنبيه على أدب رفيع وهو أن الزائر لا ينبغي أن يقوم إلا بعد أن يستأذن المزور , وقد أخل بهذا التوجيه النبوي الكريم كثير من الناس في بعض البلاد العربية , فتجدهم يخرجون من المجلس دون استئذان , وليس هذا فقط , بل وبدون سلام أيضاً ! وهذه مخالفة أخرى لأدب إسلامي آخر , أفاده الحديث الآتى : " إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم , فإذا أراد أن يقوم فيسلم , فليست الأولى بأحق من الآخرة " .